ساكوبي ياماموتو.. صورة الفنان كعامل منجم

ساكوبي ياماموتو.. صورة الفنان كعامل منجم

09 فبراير 2020
من أعمال ياماموتو
+ الخط -

ولد الفنان الياباني ساكوبي ياماموتو (1892-1984) في السنة التي تجاوز إنتاج الفحم في المنطقة التي ولد فيها المليون طن. صحيح أن والده كان عاملاً في قارب على نهر أونجا، لكن أصبحت الأعمال صعبة عندما بدأت السكك الحديدية في استبدال القوارب كوسيلة مفضلة لنقل الفحم، لذلك أصبح والده عامل منجم، وحين أصبح ساكوبي في السابعة بدأ في مرافقة أبيه في النزول إلى المناجم ودفع عربات الفحم للمساعدة في مداخيل الأسرة.

كان ياماموتو يعمل ويدرس، وهكذا أصبح في سن الخامسة عشر حداداً في شركة مناجم للفحم وتنقل بين 15 منجماً في اليابان ثم حارساً فيها، وظل هكذا على مدار الخمسين عام التالية، ولم يكن المنجم قد سيطر على حياته وأصبح مصدر رزقه منذ كان طفلاً حتى تقاعده، ولكنه أيضاً أصبح المكان الملهم لأعماله الفنية، إنه فنان المنجم وفي هذا العالم تدور قصص لوحاته وأعماله.

يقيم "غاليري بروني" في لندن، حالياً، وبالتعاون مع "كلية سواس" في جامعة لندن، معرضاً استعادياً لتجربة ياماموتو يتواصل حتى 21 آذار/ مارس المقبل، ويقدّم مجموعة من أعماله التي صوّرت حياته في عالم المنجم بين رفاقه والفحم التي يرى الناظر إليها تفاصيل العمل ومراحله وكد العمال وعالماً من العقاب والثواب حاول الفنان نقله من باطن الأرض إلى العالم الخارجي.

لا يمكن القول إن ياماموتو لم يحاول أن يترك عالم المناجم وأن يتفرّغ لدراسة الرسم، لقد فعل ذلك فعلاً وهو شاب، لكنه لم يتمكن من الاستمرار لأن حالة عائلته الاقتصادية لم تكن تحتمل فرجع من جديد، وزاد من صعوبة حياته وفاة شقيقه الأكبر الذي سبقه إلى مناجم الفحم، فكان يرسم ويحتفظ برسوماته لنفسه وتأخير كثيراً قبل أن يعرفه أحد كفنان.

دلالات

المساهمون