مكتبة جمعة جغلال: رحلة العودة إلى موطنها

مكتبة جمعة جغلال: رحلة العودة إلى موطنها

22 فبراير 2019
جمعة جغلال
+ الخط -

عادةً ما ينتهي مصير مكتبات الأدباء الأوروبيّين إلى التبرّع بها لمؤسّسات أكاديمية أو مكتبات عامة أو حتى تصبح مكتبة قائمة بذاتها، لكن الأمر في الثقافة العربية مختلف، فإلى اليوم لا يُعرَف ما مصير مكتبات روائيّين ومفكّرين وشعراء فارقوا الحياة، وماذا حلّ بكتبهم.

بعض ورثة المثقفين يتبرّعون بالكتب مثلما فعلت زوجة سعد الله ونوس وابنته؛ إذ تبرّعتا بمكتبته إلى "الجامعة الأميركية" في بيروت العام الماضي، وبعضها يباع لتجّار الكتب، كما حدث لمكتبات أدباء مصريين؛ إذ بيعت لتجار سوق الأزبكية الذين يستفيدون منها ككتب مستعملة أو يبيعون تلك التي يجدون عليها إهداء بسعر مضاعف.

لكن إلى اليوم لا نعرف ما مصير مكتبة علاء الديب أو نجيب محفوظ أو غالب هلسا أو فاطمة المرنيسي أو طه حسين أو الطيب صالح، وغيرها من الأسماء التي نتصور أن لديها ما ندر من الإصدارات التي تكتسب قيمة معنوية لأنها كانت تخص هؤلاء الكتّاب.

في هذا السياق، يجري الأحد المقبل تسليم وثائق وكتب عالمة الاجتماع الجزائرية الراحلة جمعة جغلال والأكاديمي والمناضل الجزائري الأمازيغي عمار نقادي في حفل رسمي إلى جامعتَي باتنة وخنشلة، إلى جانب جزء يذهب إلى "مركز الارشيف الوطني الجزائري"، وفقاً لوصية الراحلة.

كانت جغلال (1938 - 2016) تقيم في باريس حين رحلت، وعملت في السنوات الأخيرة من حياتها على توثيق وأرشفة وتصنيف آلاف الكتب التي كانت بحوزتها، آملة في أن تتبرع بها إلى جامعتي باتنة وخنشلة (مسقط رأسها) وأوكلت المهمة قانونياً إلى شخصين بهدف تنفيذها.

إلى جانب مكتبتها وأرشيفها الخاص، اللذين حرصت في حياتها على إبقائهما متاحين لطلاب الاجتماع والتاريخ،  تحول بيتها إلى مكتبة يرتادها الطلبة والباحثون. حصلت جغلال على كتب ووثائق وأرشيف لنقادي (1943 - 2008)، تقدر بـ 3500 كتاب قدمها بنفسه للباحثة والناشطة في حقوق المرأة الجزائرية.

يتضمن الأرشيف أيضاً وثائق جُمعت في 137 صندوقاً وأكثر من سبعة آلاف كتاب وخمسين خريطة نادرة لمدن جزائرية، وملصقات وخمسة آلاف بطاقة بريدية قديمة. كما تشمل وثائق جغلال مراسلات عسكرية لم تُنشَر من قبل ووثائق أرشيفية تعود إلى بداية الحقبة الاستعمارية الفرنسية وأخرى تخص ثورة التحرير.

من جهة أخرى، فتحت الراحلة قبل سنة من رحيلها مكتبتها للقائمين على مشروع المكتبة الرقمية الأمازيغية الذين أشرفوا على رقمنة مئتَي مؤلّف من بينها كتب ومخطوطات نادرة.

المساهمون