هل كان حصان طروادة حقيقياً؟

هل كان حصان طروادة حقيقياً؟

18 ديسمبر 2019
(غطاء لتابوت روماني يصور سحب الحصان إلى داخل طروادة)
+ الخط -

في السبعينيات من القرن التاسع عشر، كان عالم الآثار الألماني هينريش شليمان قد توصل إلى اكتشافات في هيسارليك شمال غربي تركيا، التي تعتبر موقعاً تاريخياً يعتبر اليوم ممثلاً لقلعة طروادة، وحين عرض شليمان مكتشفاته على "المتحف البريطاني" بهدف إقامة معرض لها، رفض القائمون على المتحف آنذاك فكرة المعرض برمتها.

لكن هذه الأيام تجري التحضيرات في "المتحف البريطاني" لافتتاح معرض بعنوان "طروادة: الأساطير والحقائق" يوم السبت القادم، ليتواصل حتى الثامن من آذار/ مارس المقبل، ويتضمن عرضاً ملحمياً مفصلاً لقصة أسطورية كتبها هوميروس ويستقصي جوانب الحقيقة منها ويدرس ما إذا كانت المدينة وجدت بالفعل، في حدث رئيسي يعد الأول من نوعه الذي يتناول "حرب طروادة" في بريطانيا.

يأخذ المعرض المتلقي في رحلة منذ لحظة بدء حرب طروادة ثم كيف انتهت، ويركز على قصة خطف هيلين وأساطير المحارب أخيل وقصة الحصان ومصير الأبطال في ملحمة هوميروس. كما يتناول المتحف في ندوات تناقش اكتشافات علماء الآثار بعد آلاف السنين والتي تستقصي ما إذا كانت طروادة قد وجدت فعلاً أم أنها من صناعة الشاعر صاحب "الإلياذة" و"الأوديسة".

يضمّ المعرض 300 قطعة من العصر البرونزي وصولاً إلى أعمال معاصرة قاربت الملحمة، وبالشراكة مع متاحف أخرى في ألمانيا يمكن مشاهدة 100 من اكتشافات شليمان من المدينة الحقيقية التي ألهمت هوميروس؛ وتشمل هذه القطع أواني فخارية وفضية وأسلحة برونزية وتماثيل حجرية وجرّة سوداء يعود تاريخها إلى عام 530 قبل الميلاد تُظهر أخيل يقتل ملكة الأمازون بينتيسيليا.

تحتوي هذه الأواني واللوحات والمنحوتات والمخطوطات والشظايا المتنوعة على نقوش وتصاوير تتعلق بالحكاية الملحمية. أقدمها عبارة عن كأس للشراب (حوالي 715 قبل الميلاد) من منطقة بيتيكوساي، وهي مستعمرة يونانية قديمة في جنوب إيطاليا، وقد نقش على الكأس "أنا كأس نسطور"، ونسطور هو ملك يذكره هوميروس في النص.

إلى جانب القطع الأثرية، يتضمن المعرض ردودًا معاصرة تتفاعل مع أسطورة طروادة، كأعمال التصوير الفوتوغرافي للفنانة الأميركية النسوية إليانور أنتين، والتي تشتغل بالعموم على صورة المرأة، وتحاول من خلال شخصية هيلين أن تقدم تصوراً عن تمثيل المرأة في الأساطير القديمة، وهو موضوع سيكون موضوع محاضرة في المتحف الشهر المقبل.

من أبرز المحاضرات المرافقة للمعرض أيضاً، تلك التي يلقيها باتريك فينجلاس من جامعة بريستول، في شباط/ فبراير المقبل، ويتناول فيها أدلة أثرية تبرهن على وجود حصان طروادة المحتمل وكيف كان تصميمه، حيث تقول القصة إن الجنود الإغريق تمكنوا من الاستيلاء على طروادة- بعد حصار عبثي دام 10 سنوات دون أن يوصل إلى نتيجة- وذلك عن طريق الاختباء في هيكل حصان عملاق.

كما يعرض "المتحف البريطاني" نقشاً رخامياً يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، يصوّر اللقاء بين باريس (ابن ملك طروادة) وهيلين (زوجة مينيلوس، ملك إسبارطة).

دلالات

المساهمون