الفضاء الأفريقي.. سؤال الثقافة أيضاً

الفضاء الأفريقي.. سؤال الثقافة أيضاً

09 أكتوبر 2019
أسامة عمّار/ تونس
+ الخط -

ضمن تقليد أخذ يترسّخ في السنوات الأخيرة، بدأت جامعات في تونس - والعالم العربي بشكل عام - في تخصيص درس افتتاحي تقدّمه شخصية معرفية تتناول قضية من زوايا أبعد من التخصّص العلمي الدقيق. كثيراً ما أفضت الدروس الافتتاحية، خصوصاً في مجالات العلوم الإنسانية، إلى مؤلفات؛ حيث أنها تطمح دائماً إلى اشتغال تجديدي ضمن سؤال ينطلق من الراهن.

تقيم "كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية"، اليوم، في مقرّها في تونس العاصمة مساء اليوم محاضرة افتتاحية بعنوان "الفضاء الأفريقي" يلقيها أستاذ العلاقات الدولية، أحمد ونيّس، والذي سبق له أن شغل سابقاً مواقع في الدولة مثل وزارة الخارجية بُعيد الثورة في 2011، إضافة إلى تمثيل بلاده ديبلوماسياً في أكثر من بلد.

إضاءة الفضاء الأفريقي يبدو اليوم سؤالاً لا ينحصر في مجال العلاقات الدولية، حيث أن أبعاده تتخطّى ذلك إلى الثقافة والاقتصاد ومصالح الشعوب المشتركة، فلا يخفى أن البلاد العربية وأفريقيا جنوب الصحراء تتقاطع ضمن إشكاليات عدة؛ أبرزها هيمنة القوى الغربية على مواردها وتوغّلها في قرارها السياسي وفي مخرجات حياتها الثقافية.

ومقابل القطيعة التي كانت واضحة بين الفضاءين العربي والأفريقي خلال عقود سابقة، في ما عدا بعض التقاربات في وجهات النظر بين بعض الزعماء العرب والأفارقة في فترات متفرقة من القرن الماضي، يمكن أن نلاحظ اليوم التفاتاً ثقافياً متبادلاً، من ذلك حضور البلاد الأفريقية في تظاهرات عربية، ومنها معارض الكتب، فمثلاً تستضيف خلال الأيام القادمة مدينة وجدة في معرضها المغاربي الكاميرون كضيف شرف، وبعد أسابيع تحل السنغال ضيف شرف "صالون الجزائر الدولي للكتاب".

من جانب آخر يمكن أن نلاحظ موجة من الترجمات العربية للكتّاب الأفريقيين، مثل أعمال المفكّر الكاميروني أشيل مبيمبي، أو كتابات الروائي الكيني نغوجي وا ثينغو، إضافة إلى ترجمة أعمال الشاعر السينغالي ليوبولد سينغور، وغيرهم من الكتّاب والمثقفين.

تبدو هذه الالتفاتات بوادر إيجابية غير أنها تحتاج إلى استكمال، وخصوصاً بناء حوار متبادل بين الثقافتين بعيداً عن الوساطة الغربية التي فرضت نفسها وخلقت حالة من عدم التواصل بين ثقافات متجاورة.

المساهمون