هشام شرابي.. عودة إلى صاحب "مقدّمات لدراسة المجتمع العربي"

هشام شرابي.. عودة إلى صاحب "مقدّمات لدراسة المجتمع العربي"

22 اغسطس 2018
نهاد الترك/ سورية
+ الخط -

يُنَظِّم "بيت الحكمة" جلسته الحوارية السابعة والعشرين عند الخامسة والنصف من مساء السبت المقبل في "مؤسّسة عبد الحميد شومان" في عمّان، لمناقشة كتاب "مقدّمات لدراسة المجتمع العربي" للمفكّر الفلسطيني هشام شرابي (1927 – 2005).

في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، يقول محمد تيم، أحد مؤسّسي "بيت الحكمة"، إن الكتاب اختير لما يتضمّنه من تحوّلات في فكر صاحب "المثقّفون العرب والغرب"؛ حيثُ "قدّم فيه مراجعةً نقدية لبُنية العقلَين العربي والغربي بأسلوب مبسَّط وموجز، وقارب أفكاراً وطروحات عديدة يبدو بعضها صادماً حتى اليوم، في مثال استثنائي لتلاقي التاريخ والفكر مع الواقع".

يتطرّق العمل، الذي نُشر عام 1974، إلى أبرز الأحداث التي أثّرت في شرابي الذي اعتبر هزيمة حزيران 1967 علامةً فارقة في فكره، إذ أصبح بعدها أقل اجتماعيةً، وتغيّرت نظرته إلى الواقع الذي يعيشه، وأعاد قراءة كتب كارل ماركس ليتوصّل إلى استنتاج مفاده أن الثقافة المسيطرة تُخضع الفرد لقيمها. وبالتالي، يعجز الفرد عن الرؤية بعيداً عن الإطار الذي حدّدته له.

في كتابه، دعا شرابي إلى اتباع ما أسماها آلية "التحرير الذاتي" للتمكّن من فهم الواقع بعيداً عن "الصور النمطية التي تعيد إنتاج نفسها ضمن الثقافة المسيطرة"، مستفيضاً في نقاش مؤسّسة الأسرة كوحدة أساسية في المجتمع العربي، والتي أخضعها إلى تحليل نقدي، حيث عرّفها على أنها، في أغلب الأحوال، "أسر ممتدّة"، مبنية على أساس علاقة هرمية وسلطوية بين الذكر الأكبر سنّاً وبقية أفراد الأسرة، حيث يتحكّم، في معظم شؤون العائلة، ما ينعكس على التربية التي تتعرّض إليها الأجيال الجديدة، والتي تُؤدّي غالباً إلى تشويه دور المرأة.

ووجّه المفكّر الفلسطيني انتقادات إلى مؤسّسة التعليم التي رأى أنها لا تتعامل بمنطق الإقناع والمكافأة، وأنها لا تزال تُمارس العقاب الجسدي؛ "فالطفل العربي نادراً ما يناقش حول قضيّة معينة، وأغلب الأوقات يُستَخفّ برأيه. كما أن المعلم يستخدم معه العقاب الجسدي وسيلة ضبط... مما له آثار مدمّرة على تطوُّر شخصية الطفل".

واعتبر صاحب "الجمر والرماد" بأن الطبقة البرجوازية والإقطاعية في الوطن العربي تمارس "الاتكالية والعجز والتهرّب"، ما ينسحب على حياتها السياسية التي تتّصف بالسلبية وعدم المشاركة الفعّالة، وأن المثقّف العربي غالباً ما يبحث عن مكانة اجتماعية فقط، مع تدنّي مستوى الانضباط العلمي والمنهجي، ما يُؤدّي به إلى مشاعر مزدوجة تجاه المثقّف الغربي، تتراوح بين "إعجاب الحاسد والشعور بالعجز"، و"تبجّحه الدائم بأمجاد المفكّرين والعلماء العرب القدماء".

المساهمون