"أمم متعاقدة من الباطن": تمظهرات الهيمنة

"أمم متعاقدة من الباطن": تمظهرات الهيمنة

27 يونيو 2018
(من عمل بشار الحروب "بلاد العرب أوطاني")
+ الخط -

تحت عنوان "أمم متعاقدة من الباطن" ينطلق المعرض الجماعي الذي تنظمه مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله غداً الخميس ويتواصل حتى الثلاثين من أيلول/ سبتمبر المقبل. يسعى المعرض بحسب بيان القيمين عليه، يزيد عناني وعبد الرحمن شبانة وألين خوري، "إلى إماطة اللثام عن أسئلة حول المفاهيم المختلفة للأمة، حيث نشهد في وقتنا المعاصر تحولات كبيرة ملحوظة في هذه المفاهيم، نلتمسها من خلال التغييرات في الخطاب السياسي المحلي والعالمي".

عنوان المعرض مستوحى من العلاقات المعاصرة بين الدول في ظل العولمة وقوانين السوق الجديدة والشركات العابرة للحدود وتفتيت الخدمات وخصخصة الموارد العامة، وهي تمظهرات مرتبطة بـ "هيمنة الأشكال المختلفة للهياكل النيوليبرالية على المجتمعات ضمن حدود مقبولة اجتماعياً واقتصادياً، وبأسلوب يُعتبر الأمثل في تقويض أي مبادرات فردية أو جمعية في مقاومتها، أو الاعتراض عليها".

تتيح الأعمال المشاركة بمجموعها عدة تعبيرات بصرية منها ما هو تناول سياسي ومباشر لموضوع العلاقات بين الدول، ومنها ما هو تأملات غير مباشرة في الماضي وأحياناً في المستقبل. وإن كان المعرض قد يشي باحتجاج على النيوليبرالية فإنه يجيء أيضاً ضمن سياق مشهد الفن البصري الذي هو نفسه اليوم أحد أسرى النيوليبرالية وأسواقها ومناخاتها.

يشارك في المعرض أكثر من خمسين فناناً من بلدان مختلفة، معظمهم من فلسطين، من بينهم بشار الحروب وعواطف رومية، وكلاوديو بيورتشيا، وضرار كلش، وغوتفريد هيلن فاين، وجمانة عبود، ولارا بلدي، ولاريسا صنصور، وطارق الغصين، ومجد عبد الحميد، ومجدل نتيل، ومجدي حديد، ومنال محاميد، ومي عودة، وميرنا بامية، ومحمد أبو سل، ومحمد جولاني، ونبيل عناني، ونعيم مهيمن، ونداء سنقرط، ونور عبد.

الفنان بشار الحروب يقول في حديث لـ "العربي الجديد" عن عمله التركيبي الأقرب إلى السخرية والفنتازيا، كما يصفه، والذي يحضر من خلاله في المعرض تحت عنوان "بلاد العرب أوطاني"، إنه "عمل يحاول تفكيك لخريطة الوطن العربيّ التّقليديَّة، وإعادة بنائها برؤية جديدة تعكس هذا الانهيار والتّشظي والمستقبل المظلم لهذه البلاد نتيجةً لاستمرار الصّراعات والحروب فيها".

ويضيف الحروب "نشيد "بلاد العرب أوطاني" تربينا عليه ونحن أطفال، ويمثل لي حلماً طفولياً مشرقاً، ووهماً جميلاً أصدق من الحقيقة. سرعان ما طار هذا الحلم عندما وجدنا هذا الوطن مشظّياً بفعل السّياسة والحروب والطّائفيَّة والإثنيَّة. الواقع عكس هذا الوهم وما النّشيد إلّا مجرَّدَ شاعريَّة شاعرٍ حالمٍ. فأصبح عنوان هذا النشيد "بلاد العرب أوطاني" مدعاةً للسّخرية السّوداء".

ويذكر أن المعرض يجيء بمناسبة افتتاح المبنى الجديد لمؤسسة عبد المحسن القطان، في حي الطيرة برام الله، وهو مبنى صممه مكتب معماري إسباني، تبلغ مساحته 7730 متراً مربعاً وتضم مرافقه مكتبة وقاعة عرض للأفلام والمسرح، وصالة عرض (غاليري)، وغرفاً للإقامات الفنية، وقاعة متعددة الأغراض.

المساهمون