"العامل" فيلم مفقود من الأرشيف المصري

"العامل" فيلم مفقود من الأرشيف المصري

30 ابريل 2018
(ملصق الفيلم)
+ الخط -

ينظّم "مركز الصورة المعاصرة" في القاهرة، محاضرة تتناول خلفيات إنتاج فيلم "العامل" عام 1943، يلقيها الباحث والكاتب علي حسين العدوي عند السابعة من مساء غدٍ الثلاثاء، تحت عنوان "العامل يغادر الأرشيف: وثائق ومواد وتعليقات بدون فيلم".

يعود العدوي إلى القصة التي تقف خلف إنتاج هذا الفيلم الدرامي، والذي كان من إخراج أحمد كامل مرسي وبطولة حسين صدقي وفاطمة رشدي، حيث أُوقف الفيلم مع بداية عرضه بأمر من الملك فاروق، ويعزو البعض سبب المنع إلى الروح العمالية اليسارية الثائرة في الفيلم، حيث لم يسمح بإعادة عرضه إلا بعد حذف بضعة مشاهد منه.

تقوم أحداث الفيلم، الذي كان أول عمل ينتجه صدقي، على شخصية شاب متحمس يدافع عن حقوق العمال لدى أصحاب المصانع وشركات الإنتاج، ما يدخله في صدامات ومؤامرات مع أصحاب المصانع والمال.

تتبدّل الأحوال ويصبح للعامل البسيط سلطة الطبقة الكادحة وقدرتها على التغيير، ويتحوّل إلى زعيم يدافع عن حقوق العمال ويعلّمهم أصول الدفاع عنها وحقوقهم في الإضراب والممارسات العمالية المختلفة.

جرى تصوير الفيلم في مصنع حقيقي وفي بضعة استوديوهات تابعة للدولة كانت قد افتتحت حديثاً عند تصوير الفيلم، وقد فقدت جميع نسخ الفيلم من الأرشيف المصري، ويرجّح العدوي أنه أصبح "ضمن مجموعات الأفلام المصرية المباعة لشركة إعلامية سعودية".

خلال المحاضرة يتناول العدوي، المتخصّص في الممارسات الفنية الحضرية والتاريخ الثقافي، الكيفية التي يمكن بها البحث عن فيلم "العامل"، وكيف يمكن جمعه من مواد متفرّقة متخيّلاً وسيلة لإعادة تجميع فيلم مفقود.

إلى جانب "العامل" المفقود، كان الفنان حسين صدقي قد أنتج ومثّل في عدّة أفلام تتناول الطبقات العمالية والمهمشين والمقموعين، ولطالما واجهت أفلامه المنع أو العرقلة، من ذلك فيلمه "يسقط الاستعمار" عام 1952، الذي انتقد الدور السلبي للقصر وتخليه عن الفدائيين لذلك رفضه الملك، ولم ير الفيلم النور إلا بعد قيام ثورة يوليو.

كما قام بتقديم فيلم "الشيخ حسن"، الذي جاء عقب توتر بين المسلمين والمسيحيين في مصر عام 1950، بعد أن تزوجت الأميرة فتحية فؤاد، شقيقة الملك فاروق، رجلاً مسيحياً، ولم يسمح بعرض الفيلم إلا بعد أربع سنوات أي بعد تخلّي فاروق عن العرش ونفيه إلى إيطاليا.

يذكر أن فيلم "العامل" هو واحد من سلسلة أفلام ظهرت في الأربعينيات في مصر، تروج لحقوق العمال وتتبنى رؤية يسارية ثورية لدور البروليتاريا في التغيير ومن بين هذه الأعمال: "الورشة" عام 1940 الذى أخرجه استفان روستي، وفيلم يوسف وهبي "ابن الحداد" عام 1944، و"المظاهر" عام 1945 للمخرج كمال سليم.

دلالات

المساهمون