منير الشعراني.. عودة إلى اسمه المستعار

منير الشعراني.. عودة إلى اسمه المستعار

03 مارس 2018
(تصوير: حليم الشعراني)
+ الخط -
حين تخرّج الحروفي السوري منير الشعراني من "كلية الفنون الجميلة" في دمشق عام 1977، عاش لمدة سنتين ملاحقاً من النظام السوري، واضطر إلى العمل باسم مستعار هو عماد حليم، قبل أن يغادر بلاده مكرهاً إلى بيروت.

في تلك الفترة اشتغل الشعراني (1952) في تصميم أغلفة الكتب وبعض المطبوعات وشعارات لدور نشر وملصقات لفعاليات ثقافية، وكان هذا العمل هو مصدر دخله خلال الأعوام 1979-1982.

كان الشعراني يستخدم فن الغرافيك في عمله هذا، وترك خلفه تلك الأعمال التي يمكن اعتبارها مرحلة فنية اشتغل فيها بعيداً عن حروفياته، ولم يحتفى بتجربته التي استمرت خجولة مع التصميم الغرافيكي.

الجامعة الأميركية في القاهرة، تعود إلى هذه المرحلة من عمل الشعراني، في معرض تشكيلي بعنوان "نقاط لا حدود حمراء" يضم سلسلة من التصميمات التي تحمل توقيع عماد حليم يعود بعضها إلى بداياته، إلى جانب بعض التصميمات الموقعة باسمه الصريح.

سنجد أغلفة حليم على إصدارات "دار ابن رشد"، و"المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، و"التنوير"، و"الكلمة"، "ابن سينا"، ومن بين الكتب التي كان صاحب أغلفتها "تقرير إلى غريكو" لكازانتزاكيس، و"اللاز" للطاهر وطار، وأعمال دستويفسكي الكاملة، وبالطبع عناوين مجلة "الكرمل".

تقول قيّمة المعرض نجلاء سمير عن فكرة المعرض إنه وبخلاف الأعمال الخطية للشعراني، "لم تحظَ إسهاماته المتميزة في مجالات التصميم الجرافيكي على تنوعها بذات الشهرة".

أدى ترحال الشعراني، وفقاً لسمير، "لأربعة عقود عبر عواصم التصميم والنشر العربي؛ بيروت، قبرص، تونس، والقاهرة، إلى إنجاز الكثير من التصميمات الغرافيكية، من الشعارات والأغلفة والملصقات الجدارية والهويات البصرية للمجلات والصحف والحروف الطباعية، إضافة إلى عمله نظرياً وعملياً على تجربته في تحديث وتطوير الخط العربي".

يسلط المعرض الضوء على خطوات العملية الإبداعية لبعض الأعمال بداية من الرسوم الابتدائية وصولاً إلى المطبوع النهائي. ويهتم بمراعاة التتابع الزمني والمحطات الأساسية المؤثرة في مسار إنتاج الشعراني الإبداعي.

في الحقيقة، إن تجربة الشعراني في التصميم، تلتقي مع تشكيليين آخرين ساهموا في تصميم أغلفة الكتب العربية والمجلات الثقافية، ولم يجر الالتفات بما يكفي إلى تجاربهم أيضاً، من بين هؤلاء تجربة الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط الذي انتقل إلى بيروت عام 1957 وأسس مع شقيقه مرسماً للتصميم والإعلان التجاري وتصميم أغلف المجلات والكتب والرسوم الداخلية التوضيحية واستمر هكذا حتى عام 1964.

وكذلك فعل التشكيليون الفلسطيني كمال بلاطة (1942)، والعراقي ضياء العزاوي (1939)، والسوري عبد القادر أرناؤوط (1936-1992)، والمصري حلمي التوني (1934)، والحروفي اللبناني نصري خطار (1911-1998)، وهؤلاء هم رواد التصميم الغرافيكي العربي.

يذكر أن الشعراني يقيم معرضه الفردي الأول في برلين في آذار/مارس الحالي ويتواصل حتى نهاية حزيران/ يونيو المقبل، في بوكس فرايرام وبالتعاون مع متحف الفن الإسلامي.

المساهمون