عالَم كريم

عالَم كريم

16 مارس 2018
(راؤول سوريتا)
+ الخط -

قبل فترة، خلال زيارة قصيرة إلى ليما عاصمة بيرو، بدا الشاعر التشيلي راؤول سوريتا ـ وقد خُذل في أنبل أحلامه ـ متشائماً حزيناً كمن يودّع الدنيا، مع أنه لم يصل لسن الشيخوخة البيولوجية بعد وما زال في ذورة عطائه الإبداعي.

هاجم الرجل بحدّة "اليسار غير المفصلي" الحاكم في بلده، وتأسّى على الفنون جميعاً، وأولها فن الشعر: "الذي يمر الآن بأسوأ أوقاته، حيث يُواجه لا مبالاة ضخمة من الجميع".
ليس هذا فحسب، بل وصف وطنه تشيلي بأنه: "بلد مغرور، أناني، غير مكترث، منقاد ثقافياً". وتأسّف لأنه "سيموت فيه وهو عكس ما أردنا له". فوطنه "لم يكن أي شيء مما اعتقدنا أنه سيكونه بعد الديكتاتورية".

وقال: "إن الفن هو حطام معركة كبيرة، فُقدت بشكل كبير".

يبقى أن نذكُر أن سوريتا ذو الـ67 عاماً، المحافظ على جذوة يساريّته وتوهجه الشعري ما يزال، وصاحب مقولة "في إيماءة واحدة للإنسان ثمة ما لا يُحصى من سيمفونيات"، هو الشاعر الكبير نفسه الذي يرى أن "الأهم من كتابة الشعر، هو جعل العالم عالماً كريماً يليق بجميع ساكنيه".

فيا لها من رؤية بقدر ما هي نبيلة فإنها مستحيلة!

المساهمون