لقاء في المعرض: مع خالد الناصري

لقاء في المعرض: مع خالد الناصري

08 ديسمبر 2018
خالد الناصري (تصوير: العربي الجديد)
+ الخط -

هنا وقفة مع ناشر "المتوسط" ويومياته في "معرض الدوحة". "حظّي السعيد في الحياة، هو أن نومي قليل"، يقول لـ "العربي الجديد".


■ كيف بدأت قصّتك مع النشر، وما هي حكاية "المتوسّط"؟
يُمكنني القول إنني نشأت في هذا المجال؛ إذ بدأتُ العمل والسفر صغيراً... أوّلُ عملٍ لي كان في مطبعة، وهناك بدأت علاقتي بالطباعة بشكلٍ عام. وبصفتي مصمّم غرافيك، بدأت العمل مع دور نشرٍ كمصمّم، ثمّ تخصّصتُ في أغلفة الكتب والإخراج، وكانت تلك بدايةَ علاقي المباشرة مع النشر. وفي لحظة من اللحظات، قرّرتُ أن أُطلق مشروعي الخاص في النشر؛ فكانت "منشورات المتوسّط".


■ كدار نشر عربية في المهجر، هل يخدمكم هذا أم يصعّب عملكم؟
يخدمنا من ناحية توفّر الاطمئنان الداخلي، بالنظر إلى مناخ الحرية الذي يتيح لنا نشر ما نريد، خصوصاً الأشياء التي انطلق المشروع في الأساس من أجل نشرها؛ أقصد ما يتوافق مع اتجاهاتنا الفكرية والنقدية والمواقف الأخلاقية الخاصّة بنا. إضافةً إلى ذلك، ثمّة جانبٌ يتعلّق بحرية الحركة والتنقّل والامتيازات الأخرى ذات الصلة بالحدود. ذلك يجعل من المشاركة في المعارض، مثلاً، أمراً سهلاً، مقارنةً بالعقبات التي يتعرّض لها كثيرٌ من الناشرين في البلاد العربية، مثل صعوبة استخراج التأشيرة حسب علاقات البلدان بعضها ببعض. لكن تبقى النقطة الأساسية والأكثر أهميةً هي حرية النشر.


■ كناشر، ما هي الأنشطة التي تقوم بها خلال وجودك في معرضٍ ما؟ حضور فعاليات، الاطلاع على إصدارات دور النشر الأخرى، أم تضطر إلى ملازمة الجناح الخاص بك؟
بطبيعة الحال، يكون الاهتمام في البداية بإعداد وتجهيز الجناح. أخصّص وقتاً للالتقاء بالأصدقاء، ثمّ زيارة المدينة بعد المعرض. أحب المقاهي الثقافية. كزائرٍ وقارئ، أطّلع على العناوين الجديدة ودور النشر الجديدة، وعلى عمل الآخرين لتحسين عملنا كدار نشر. في أغلب المعارض التي نشارك فيها، نُنظّم برنامجاً ثقافياً لتوقيع الكتب، إضافة إلى "حفل المتوسّط" الذي بات بمثابة تقليدٍ للدار؛ حيثُ نُقيم أمسيةً شعرية وحفلةً موسيقية تُعزف فيها الموسيقى التي يحبّها الشاعر أو الكاتب. وهكذا، يستمع القارئ إلى الشعر ويستمع إلى الموسيقى التي يحبّها الشاعر.


■ كيف يسير يومك في معارض الكتب، وماذا تفعل خارج ساعات "معرض الدوحة"؟
الجيّد في "معرض الدوحة" أنه يأتي في وقتٍ يكون الطقس جميلاً. عملياً، لا يوجد اختلاف كبير بينه وبين المعارض الأخرى، لكنه أكثر هدوءاً، وهذا يتيح جوّاً لإتمام بعض الأشغال المتراكمة. الدوحة واحدة من المدن التي تجمع عدداً كبيراً من المراكز الثقافية والإعلامية، ويُقيم فيها كثيرٌ من الكتّاب والصحافيين، وهذه فرصةٌ للالتقاء بهم في جلساتٍ خارج المعرض لتبادل الأفكار ومناقشة المشاريع.


■ ما هي عناوين "المتوسط" التي لاقت إقبالاً في "معرض الدوحة"؟ وما هو تفسيرك كناشر لإقبال القرّاء على كتب أكثر من غيرها؟
في معرض الدوحة، هناك إقبال أكبر على الكتب الفكرية. من الواضح أن وجود جامعات ومراكز بحثية عديدة في قطر يُسهم في التوجّه إلى هذا النوع من الإصدارات. أيضاً، ثمّة إقبال على الرواية، وهذا قاسم مشترك بين كلّ معارض الكتاب العربية؛ حيثُ يُقبل القرّاء على الرواية، المترجمة خصوصاً، فمن الشائع أن للرواية جمهوراً كبيراً في البلاد العربية.


■ أنت مصمّم أيضاً، وجميع أغلفة "المتوسّط" من تصميمك، كيفَ تصف لنا تجربة الجمع بين مهام الناشر ومهام المصمم؟ وإلى درجة تعتقد أن نجاح الكتاب يتعلق أيضا بشكله وإخراجه؟
عملي في التصميم قد أصبح، في النهاية، وظيفتي الأساسية في الدار. بإمكاني القول إن أحد الأمور التي جعلتنا نغامر في هذا المشروع هو التصميم والإخراج لأننا نعتبره جزءاً من رأس مال "المتوسّط"، وتنفيذه جزءٌ أساسي من عملي. ثمّة شيء واحد ربّما سهّل الأمر، وأعتبره بمثابة حظّي السعيد في الحياة، هو أن نومي قليل، ما يجعلني أشتغل لفترة أطول. أكتفي بثلاث ساعاتٍ للنوم، وأخصّص ثلاث ساعات للعمل كمصمّم ومخرج في البيت، ثمّ أكمل بقيّة اليوم بشكل عادي. بالنسبة إلى الغلاف، لا أريد أن أبالغ بالقول إن نجاح الكتاب يتعلّق بالغلاف. لكنّني متأكّد بأنه يلعب دوراً كبيراً وحاسماً أحياناً في نجاح الكتاب، أو المساهمة في نجاحه. ثمّة كتبٌ تحظى بإقبالٍ من القرّاء من أجل الغلاف تحديداً.


■ تُقام معارض الكتب العربية في أوقات متقاربة، ويحدث أن تتزامن بعضها. في هذه الفترة مثلاً، انطلق معرض بيروت للكتاب قبل اختتام معرض الدوحة. هذه الحالة، هل تُشتّت الناشر أم أن فكرة الموسم تخدمه؟
هذا متعبٌ ومجهد بالنسبة لمؤسّسات النشر التي تحاول أن تحضر في معرضَين في الوقت نفسه، وأحياناً تضطرّ لاختيار معرضٍ على حساب آخر. لكن بشكل عام، الأمر مفيد لأن المعارض هي الفرصة الوحيدة التي نلتقي فيها مع الجمهور بشكل مباشر، ونتمكّن من بيع الكتاب من دون المرور ببعض المراحل، مثّل الموزّعين الذين يأخذون نسباً كبيرة، كما أنها فرصةٌ لدار النشر للقيام بأنشطة ثقافية.

المساهمون