"الكائن الحي": هشاشة المعدن وصورها

تتنوّع اشتغالات داوستاشي بين الإخراج والتصوير السينمائي، إذ اهتمّ بعمل أفلام تسجيلية عن الفنون المسرحية والموسيقى في المشهد الثقافي المصري، بينما تناولت معارضه المعمار والنحت في فضاءات الإسكندرية العامة، ضمن مبادرات لحماية المواقع التراثية، إضافة إلى تقديمه مشاهد من الحياة اليومية قبل الثورة المصرية وبعدها.

في هذا السياق، اشترك صاحب فيلم "الإسكندرية كما لم تُر" مع هاني السيد في عدد من المعارض الفنية التي تسعى إلى إبراز الفوتوغراف بوصفه جزءاً من العمل الفني الذي يخلق تكويناً جديداً للأعمال المنحونة التي يجري تصويرها.

من جهته، يوظّف السيد المعادن وخردة الحديد في أعمال تمزج بين التعبيرية والتجريدية في التعبير عن قضايا اجتماعية وإنسانية وبيئية، وتحضر الأشكال الإنسانية والحيوانية في حركة دورانية أو متتالية كجزء من محيطها، بحيث تعكس حالات التغيّر والتبدّل المستمرّين.

في تجربتهما الجديدة، تُعرض إحدى عشرة منحوتة من الحديد للكائنات الحية من إنسان وحيوان، التي تغلب في تكوينها مادتا الحديد الأسود والألمنيوم، متجاورة مع الأعمال الفوتوغرافية الخاصة بكلّ عمل، ليكوّنا عملاً فنياً موّحداً.

يبحث المعرض في هشاشة المعدن المستخدم وما يحيله إلى وجود الكائن وفنائه وولاداته المتكرّرة، ضمن معالجات تتسم بالبساطة وعدم التعقيد، لكنها لا تندرج في إطار المألوف والمعتاد عليه، حيث يتشكّل الجسد بقوالب صادمة أحياناً، أو في محاولة الجمع بين مواد ومكوّنات متنافرة.