بعد 16 سنة من الترميم

بعد 16 سنة من الترميم

12 ابريل 2017
(آثار بالقرب من صادنقا)
+ الخط -

كثيراً ما يجري النظر إلى قضية الآثار العربية من زاوية التهديدات الناجمة عن الصراعات المسلّحة والنهب والتهريب، غير أن المسألة لها مستويات أخرى، فهل أن العقود الطويلة التي مرّت منذ استقلال البلدان العربية جرى فيها إعداد فرق بحث تغنيها عن البعثات الأجنبية، سواء على صعيد البحث والحفريات أو على صعيد الترميم وحماية المواقع الأثرية، أم أن الأمر ظلّ كما هو عليه منذ أكثر من نصف قرن؟

هذا التساؤل يثيره إعادة فرنسا قطعة أثرية إلى السودان بعد 16 سنة من ترميمها وفحصها. وكان السودان في ذلك الوقت قد وقّع مع فرنسا على اتفاق يسمح للبعثات الفرنسية بالتنقيب المستمر في الآثار السودانية.

تتمثّل القطعة الأثرية بنسيج قماش لفّ حول توابيت الموتى، تعود إلى الفترة التي تترواح بين القرن الثامن قبل الميلاد إلى حوالي 350 ميلادية، حيث تمّ العثور عليها في العام 2000 في مقبرة أثرية واقعة في شمال السودان تعود إلى مملكتي نبتة ومروي.

وقال سفير فرنسا في الخرطوم، برونو أوبير في تصريحات أن بلاده سلّمت السودان أمس الثلاثاء القطعة الأثرية التي جرى تحويلها إلى باريس في العام 2001 بغرض الترميم، وأشار إلى أن إشراف القسم الفرنسي في "الهيئة القومية للآثار والمتاحف" على المسوحات الضوئية التي تمّت على القطعة الأثرية السودانية في مدينة تولوز (جنوب غرب فرنسا) في ورشة "ماتيريا فيفا"، مؤكداً أنها أوّل شراكة من نوعها بين باريس والخرطوم للاحتفاظ بنسخة رقمية للقطعة الأثرية.

من جهته، قال رئيس بعثة الآثار الفرنسية السابق كلود ريلي أن المشروع القَطَري الذي يعمل حالياً على ترميم الآثار السودانية تكفّل بمبلغ تغليف القطعة ونقلها إلى السودان، وتوقّع أن يعود تاريخ القطعة إلى القرن الثاني الميلادي، وأن أمر تاريخيّتها سيحسم بعد ظهور نتائج الفحص لافتاً إلى أنها لم تكن الأولى من نوعها حيث عُثر على عدد من القطع المشابهة بموقع المقبرة بالقرب من مدينة صادنقا.

دلالات

المساهمون