تدمر و"اليونسكو": مؤتمرات رفع العتب

تدمر و"اليونسكو": مؤتمرات رفع العتب

05 مارس 2017
(تدمر، 4 آذار/ مارس 2017)
+ الخط -

لا تكاد أخبار تدمر تختفي لفترة حتى تعاود الظهور، هذه المرّة ليست من خلال صور التهديم التي تطال معالمها، وإنما بعد تخصيص منظمة "اليونسكو" مؤتمراً دولياً في بيروت "بمناسبة" تحرير المدينة من المتطرّفين.

طبعاً، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تحرير المدينة، بل لعلّ هذا التحرير بات من متكرّرات المشهد السوري في السنوات الأخيرة، وما يثبّته أكثر هو تلك الاحتفالات التي نظّمت في شهر أيار/ مايو الماضي، قبل أن يستعيدها تنظيم "داعش"، ومن ثم يعلن النظام مجدداً استرجاعها بداية من يوم الخميس الماضي بدعم من روسيا. روسيا نفسها التي أمّنت سابقاً حفل الاحتفال باسترداد تدمر.

وكأن كل هذه الخلفية تغيب عن المديرة العامة للمنظمة الدولية، إيرينا بوكوفا، فلم تتضمّن كلمتها أمس في بيروت، سوى دعوات بحماية المدينة الأثرية في المستقبل، مؤكّدة على التزام المنظمة التي تديرها بذلك. يشار هنا أن تدمر مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي التي تضعها اليونسكو، وهو ما يجعل مبادرة المنظمة ورئيستها أشبه برفع عتب.

ألم يثر انتباه بوكوفا هذا التلاعب بالمدينة؟ أم أنها أرادت أن تظلّ منظّمتها معنية فقط بالجانب الثقافي والأثري فلا تدخل حقل ألغام الحسابات السورية؟ لو سلّمنا بذلك، أية قيمة مضافة تقدّمها منظمة دولية بحجم اليونسكو إذا لم تكن قوة ضغط لحماية الآثار؟

المساهمون