فتّش عن "متحف المرأة"

شهدت مدينة مراكش المغربية أول أمس، افتتاح متحف لتاريخ العطور، وهو أمر نادر في ثقافة المتاحف في البلاد العربية التي عادةّ ما يتمّ تأسيسها لتواريخ ومواضيع عامّة وكبرى.

وتعتبر المغرب أحد أهم البلدان العربية ذات التاريخ المتعدّد في إنتاج العطور التقليدية، إلى جانب ذلك فإن معظم صانعي العطور من فرنسا وإيطاليا يملكون منازل في المدن العريقة في المغرب، يستلهمون من إقامتهم فيها عطوراً جديدة.

إلى جانب متحف العطور هذا، جرى الإعلان عن إجراءات تأسيس "متحف المرأة المغربية" في مراكش أيضاً، والذي سيجري افتتاحه في الثامن من آذار/ مارس 2018، حيث سيقع المتحف وهو مشروع لا شأن للمؤسسة الرسمية به، في حي سيدي عبد العزيز، أحد أعرق الأحياء في المدينة.

وفي مبادرة نادرة من نوعها، أعلن صاحب الفكرة، نزار غرتيت، عن حملة لجمع التبرّعات لتأسيس المتحف، بعد أن اشترى المكان المناسب له، بعد أن ظلّت فكرة إطلاقه تراوده لعامين، وكان الهدف من التبرّعات إعداد المكان وتأثيثه، وبالفعل تمكّن من جمع 14 ألف يورو من ميزانية تقدّر بـ 22 ألف يورو.

سيكون المتحف بمثابة مركز يضمّ أرشيفاً ووثائق تخصّ المرأة المغربية ونماذج من إنتاجها الثقافي أيضاً؛ القديم والتقليدي والمعاصر، إلى جانب أزيائها وعرض صور فوتوغرافية توثّق التغيّرات التي دخلت على حياة النساء في المغرب.

وقد أعلن غرتيت، عن تواصل الجهة القائمة على جمع مواد المتحف مع فنانات تشكيليات ونسويات وناشطات وكاتبات وباحثات، بهدف التعاون في تجميع المواد المطلوبة ووضع خطّة لتحقيق ذلك.

أما سينوغرافيا المكان فمن المتوقّع، وفقاً لغرتيت، أن تمتلئ بالصور والمقتنيات والأعمال الفنية المعاصرة والمجموعات الشخصية من الصور التي يمكن الحصول عليها والتي تُظهر دور المرأة المغربية في الاقتصاد والفنون والعلوم والمجتمع والسياسة.

المعرض الافتتاحي سيحمل عنوان "المرأة المغربية بين الفن والتاريخ". كما يقدّم المتحف حكايات شخصيات نسائية تاريخية؛ من بينها: زينب النفزاوية التي تعتبر بمثابة مؤسّسة مدينة مراكش والتي ذكرها ابن خلدون في مقدمته، والسيدة الحرّة أميرة تطوان التي عاشت في القرن السادس عشر، والرسامة الشعيبية طلال (1929-2004)، ومليكة الفاسي (1919-2007) المرأة الوحيدة التي وقّعت بيان الاستقلال.