"مدينة الخرافة": خيال معولم

"مدينة الخرافة": خيال معولم

18 مارس 2017
(العروسي الزبيدي)
+ الخط -

قد تبدو الخرافة لدى البعض نقيض الحداثة بعقلانيتها المهيمنة، غير أن قراءات أخرى طالما أشارت إلى أن الحداثة نفسها كانت تزيد من حضور الخرافة في المجتمعات ولكن بأشكال مختلفة، تظلّ السينما أبرزها ويتجلّى ذلك أيضاً في عوالم الألعاب والرياضة والأدب، وفي السياسة والفكر أحياناً.

منذ يومين تشهد باريس مهرجان "مدينة الخرافة" في أولى دوراته التي تتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري. خمسة فضاءات باريسية (معظمها مراكز ثقافية غير فرنسية) تحتضن فعاليات المهرجان في محاولة من المنظمين لإبراز البعد العالمي لـ "الخرافة" وبالتالي للتظاهرة التي تحتفي بها.

ضمن المهرجان، احتضنت أمس مؤسسة "بيت تونس" عرضاً للحكواتي التونسي العروسي الزبيدي قام فيه بمسرحة مجموعة من الخرافات الشعبية التونسية. أما عروض الليلة فهي من إسبانيا واليابان، حيث يقدّم الثنائي دييغو موليرو وجيرفازوني في "كولاح ديسباني" عرضاً (باللغة الإسبانية) بعنوان "إسبانيا الخرافات"، وفي مقر مؤسسة "بيت اليابان"، يقدّم عرض لمجموعة "كاميباشي" اليابانية ضمن "مسرح الورق" وهو أحد الأنماط التقليدية لعرض الخرافات.

يبدو هذا التنوّع في أشكال العروض - وفي الثقافات التي تنهل منها- صورة عن مشهد تتحوّل فيه الخرافة إلى عرض (تجارة وصناعة في مستويات أخرى)، فلم تعد تعتمد على ذاكرة تتوارثها الأجيال من خلال الحكي، بل تستفيد من تطوّر أساليب العرض الحديثة وتنويعاتها، وتبحث عن تلبية حاجيات لدى إنسان المجتمعات الحديثة.

دلالات

المساهمون