سينما الهواة.. نصف قرن تونسي

سينما الهواة.. نصف قرن تونسي

تونس

خباب عبدالمقصود

avata
خباب عبدالمقصود
26 نوفمبر 2017
+ الخط -

كاميرا هاتف محمول ذات جودة عالية، وجهاز حاسب آلي، وفكرة، عناصر كافية لإنجاز فيلمك السينمائي الأول. هكذا تستقطب نوادي السينما في تونس أعضاءها، بعد ذلك بسنوات تجدهم مساهمين في الأفلام من مواقع مختلفة، وأيضاً ناقدين ومتابعين.

منذ ستينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا حافظت هذه النوادي على حيويتها، رغم أن السينما عرفت مراحل متقلبة كثيرة. الحصيلة أنها أخرجت مجموعة من التقنيين والمبدعين الذين يصعب أن نفهم صناعة السينما في تونس من دونهم.

قائمة أسماء "المتخرّجين" من نوادي السينما التونسية طويلة تشمل فريد بوغدير الذي أخرج أفلامه الأولى على سبيل الهواية في الفضاء نفسه، وصولاً إلى إخراجه أشهرالأفلام التونسية "عصفور سطح". هناك أيضاً عبد الحفيظ بوعصيدة، ومحمد دمّق، وسلمى بكّار، والطيب الوحيشي، والنوري بوزيد، وأحمد الخشين، ورضا الباهي، وعبد الوهاب بودن. كما أنّ نقاداً مثل محمد محفوظ ومصطفى نقبو والمنصف شرف الدين وعبد الكريم قابوس والهادي خليل، نهلوا من ذلك الينبوع.

كل هؤلاء لم يكونوا سوى مجموعة من اليافعين الذين بدأوا منذ نعومة أظفارهم بالانخراط في نوادي السينمائيين الهواة المنتشرة في مختلف المناطق، وبكاميرات خفيفة وصولاً إلى قيادة ممثلين والجلوس إلى طاولة المونتاج وعرض أفلامهم ومناقشتها في مهرجان بُعث لهذا الغرض سنة 1964؛ "مهرجان قليبية الدولي لأفلام الهواة" ولا يزال ينظّم إلى ايامنا.

في وقت من الأوقات، أصبحت نوادي السينما حاضنة للفكر النقدي، وأصبحت الدولة تعاديها، بسبب جرأة طرح الأفلام التي بدأت في نقل الواقع التونسي. حتى أن المهرجان أصبح موعداً سنوياً لالتقاء المثقفين والمبدعين غير الراضين عن الأوضاع.

يذكر أن "مهرجان قليبية لأفلام الهواة" الذي يقام كل صيف على المسرح المفتوح "الزين الصافي" يمثل حصاداً سنوياً لمجموعة الأفلام التي تنتجها الورش التكوينية التي تقوم بها "الجامعة التونسية لنوادي الهواة"، حيث يعرض منتوج عام من صناعة الهواة، ولا يتوقف الأمر عند الإنتاج المحلي بل يتعدّاه ليضم قبول أفلام مستقلة من أنحاء العالم.

"العربي الجديد" رصدت أهم المحطات وأهداف "الجامعة التونسية لنوادي سينما الهواة" في التقرير المرفق.

المساهمون