"أنا تعبان": موسيقى في زمن الحرب

"أنا تعبان": موسيقى في زمن الحرب

31 اغسطس 2016
(طفل من جنوب السودان، 2013، تصوير: بين كورتيس)
+ الخط -

"أنا تعبان" عنوان حملة تستعدُّ مجموعةٌ من الفنّانين في جنوب السودان لإطلاقها، بعد غدٍ الجمعة، بهدف إسماع صوتٍ مغاير وسط ضجيج الحرب المستعرة منذ ما يزيد عن العامين والنصف في الدولة الوليدة.

عنوان الحملة هو، أيضاً، عنوان أغنية يُنتظر أن تؤدّيها المجموعة خلال إطلاق المبادرة في العاصمة جوبا، وتتناول كلماتها يوميات المواطن الجنوبي في ظلّ الحرب والتشرّد والنزوح والبحث المستمرّ عن حياة آمنة.

وكانت الحرب اندلعت في جنوب السودان منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2013، وذهب ضحيّتها قرابة عشرة آلاف قتيل، إضافة إلى نحو مليوني نازح، وفق إحصائيات الأمم المتّحدة، كما وضعت الدولة التي انفصلت عن السودان عام 2011 على شفير المجاعة.

يقول الفنّانون المشاركون في المبادرة إنها تمثّل محاولة لإبراز دور الموسيقى والفن في نشر ثقافة السلام؛ حيث تحمل شعار "نريد سلاماً"، شعار يعكس حالة التململ القائمة بسبب استمرار الحرب.

وكُتبت كلمات الأغنية بلهجة "عربي جوبا"، التي يفهمها الجنوبيون بمختلف لهجاتهم المحلّية، وهي تبسيط للغة العربية عبر مزجها باللهجات الأفريقية المحلّية.

ليست المبادرة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب في البلاد؛ حيث سبقتها مبادرات أخرى؛ آخرها تلك التي أطلقها الشاعر أكول ميان بعنوان "أنقذوا القطار الأخير"، واستوحاها من عنوان ديوانه الجديد "القطار الأخير"؛ وقد سعت المبادرة إلى تأكيد دور الشعراء الفنّانين في نشر ثقافة السلام ونبذ الحرب.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يرى الصحافي، أتيم سايمون، أن حملة "أنا تعبان" تمثّل "محاولة لإيصال الصوت الجماهيري بعيداً عن السياسة، ليؤكّد انحيازه إلى الشارع الذي ينبذ الحرب ويدعو إلى العمل من أجل تحقيق السلام الحقيقي والفاعل بين المكونات الجنوبية".

يضيف أن الحملة توجّه رسالة إلى الساسة الجنوبيين والمجتمع الدولي؛ وهي "بمثابة صرخات للفاريّن من ويلات الحرب إلى بلدان الجوار"، مضيفاً أنها قد تشكّل ضغطاً، خصوصاً أنها تهدف إلى تعميم الخطاب المناهض للحرب والكراهية العرقية بين المواطنين".

يُبدي سايمون تفاؤلاً بنجاح الحملة لأنها "تأتي من قبل فنانين معروفين يرتبط بهم المواطن وجدانياً، كما أن أصواتهم مسموعة في كل مكان، ما يجعل منها حملة للتحالف من أجل السلام والمصالحة في الدولة الوليدة، بالنظر إلى تأثيرات الفن السريعة".

وكان مواطنون جنوبيون في الداخل والخارج رفعوا، منذ فترة، صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي مع عبارة "أنا تعبان"، تعبيراً عن رفض الحرب.

من جهة أخرى، اختتمت، أول أمس الثلاثاء، فعاليات "مهرجان الموسيقى من أجل السلام" الذي نظّمه "مجلس الشباب العربي والأفريقي" بعنوان "يلا نغنّي للوطن"، واستمر عشرة أيّام؛ حيث جاب فنّانون وموسيقيون جنوبيون شوارع جوبا وهم يؤدّون أغاني للوطن والسلام.

المساهمون