"فاس للثقافة الأمازيغية": مشتركات متوسّطية

"فاس للثقافة الأمازيغية": مشتركات متوسّطية

14 يوليو 2016
فريد بلكاهية/ المغرب
+ الخط -

يبدو الحراك المستقلّ لدعم الثقافة واللغة الأمازيغيتين في المغرب الأكثر زخماً، بالمقارنة مع ما تبذله المؤسّسة الرسمية من جهود يعتبر بعض المتابعين أنها لا ترقى إلى الوضع المأمول بالنسبة إلى لغة مدسترة ومكوّن رئيسي في الهوية المغربية، خصوصاً أن عهدة الحكومة الحالية تُشرف على نهايتها، من دون أن تصدر النصوص القانونية المنظّمة للأمازيغية.

"مهرجان فاس الدولي للثقافة الأمازيغية" هو واحد من تلك التظاهرات السنوية التي تُقام خارج السياق الرسمي. فالتظاهرة التي يُنظّمها "مركز جنوب شمال لحوار الثقافات"، بالتعاون مع "جمعية فاس سايس" و"مؤسّسة روح فاس"، تسعى، بحسب القائمين عليها إلى "الرقي بالثقافة واللغة الأمازيغية والتعريف بهما".

الدورة الثانية عشرة من المهرجان يُنتظر أن تنطلق غداً الجمعة، وتستمرّ حتى السابع عشر من الشهر الجاري، تحت شعار "الأمازيغية وثقافات المتوسّط: من أجل التعايش".

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يُرجع رئيس المهرجان، موحى الناجي، اختيار ثيمة الدورة الحالية إلى كون المغرب يتقاسم مع منطقة المتوسّط مجموعةً من "القيم والمشتركات؛ مثل الانفتاح على الآخر والتنوّع الثقافي واللغوي، والتوازن بين التراث والحداثة".

يعتبر الناجي أن الثقافة الأمازيغية التي اتّخذت من الضفّة الجنوبية للمتوسّط أرضاً لها تميّزت باستيعاب الثقافات الأخرى، والتعايش معها، ما أرسى لتعدّد ثقافي، كما ساهمت في صياغة الثقافة الأوروبية من خلال تأثير الجالية المغاربية في القارّة العجوز.

أصبح المهرجان تقليداً سنوياً للاحتفاء بالثقافة الأمازيغية التي يقول الناجي إنها "تستحقُّ وضعاً أفضل ممّا هي عليه اليوم"، منتقداً في هذا السياق غياب قوانين تنظيمية خاصّة بها: "من دون هذه الخطوة، ستبقى دسترتها مجرّد حبر على ورق". هنا، يؤكّد المتحدّث على ضرورة توخّي الحرص والدقّة والإلمام بأبعاد القضية في صياغة تلك القوانين.

بالعودة إلى المهرجان، فإن برنامجه يتضمّن عدداً من الحفلات الموسيقية التي يقدّمها فنّانون من المغرب وخارجه؛ مثل: فرقة "لابرانزا ديل جيكو" من إيطاليا، و"ناس الغيوان" من المغرب، والمطربة المغربية الأمازيغية شريفة كريست، و"باشاري برشلونة" من إسبانيا.

كما يُنظَّمُ على هامش المهرجان مؤتمر دولي حول موضوع "الأمازيغية وثقافات المتوسّط، من أجل التعايش"، بمشاركة باحثين المغرب والجزائر ومصر وفلسطين وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وفلسطين والجزائر ومصر وبلجيكا والولايات المتّحدة الأميركية.

المساهمون