الاستلقاء وتأمُّل السقف

الاستلقاء وتأمُّل السقف

05 مايو 2016
سارة شمّة/ سورية
+ الخط -

أنت كشاعر يحترم نفسه لست مضطرّاً لأن تكتب مقالة طويلة عريضة تمتدح فيها ديواناً لم يعجبك، وتعرف أننا نعرف أنه لا يعجبك، لمجرد أن كاتب الديوان صديقك.

لا أحب مصادقة الشعراء حتى لا أضطر يوماً إلى القول: قصيدتك رديئة يا صديقي، شعرك كله رديء بالمناسبة، وأنت تعجن الخبز أفضل مما تكتب الشعر، جِدْ عملًا آخر.. هناك مخبز افتتح مؤخرًا في نهاية الشارع. وبالطبع أنا لا أسخر لا من الخبازين ولا من الطباخين، حيث أن الطبخ أكثر المهن التي أنظر إليها بإجلال، وقد يعود ذلك لكوني أحد الأشخاص الذين يكدسون علب "الاندومي" في مِعَدهم بمجرّد أن تغيب والدتهم عن المنزل.

وطبعاً لا أباهي بأني لا أجيد الطبخ وأحرق كل شيء تقريباً مثلما تتباهى فتيات هذه الأيام معتقدات أن هذا نوع من التحضر. إنما هذه هي الحقيقة المرة وأقول ذلك لأني سئمت أكياس "الاندومي" وكنت أتمنى مثلما تتمنى والدتي لو أنني مشروع جيد لربة منزل جيدة، بدلاً من الحيرة التي تعلو وجهها حين تنظر إليّ كل صباح وتتساءل إن كنت أجيد شيئاً واحداً.

طبعاً غير الاستلقاء وتأمّل السقف طوال اليوم لأن هذا شيء أبرع فيه. أذكر مرّة أن أمي أحضرت والدي وأخي الصغير ليتطلعا معي لسقف غرفتي وأخذت تسألهم باستغراب إلام أنظر وإن كان يوجد في السقف شيء لا تستطيع رؤيته.

* شاعرة من مصر


المساهمون