"سابينس": الإنسان الذي يجرّ ماضيه

"سابينس": الإنسان الذي يجرّ ماضيه

20 مايو 2016
(من العرض، تصوير: كريم العامري)
+ الخط -
إذا كانت السينما قد هضمت منذ بداياتها النظريات العلمية، بل وساهمت في تقديمها من خلال مساحة التخييل فيها، فخصّصت مكاناً كبيراً للخيال العلمي، فإن الفن الأدائي الآخر، المسرح، ظلّ على مسافة من العلم إلى عقود قليلة في الماضي. غير أن تطوّر التقنيات والقدرات الإنتاجية جعل من المسرح يضرب هو الآخر في مغامرات الخيال العلمي.

مسرحية "سابينس" لـ وليد العيادي، عن نصّ عصام العياري (وأدائه أيضاً)، تتقاطع مع الخيال العلمي من دون أن توظّف إمكانيات ضخمة على الخشبة. إنها تقدّم نموذج مسرح خيال علمي ذهني حيث صاغ العياري شخصية "سابينس"، الذي يبلغ عمره اليوم 45 ألف عام، ليقدّم قراءة عامة عن تاريخ البشرية، يضيئها من البدايات إلى قضايا اليوم من إرهاب ولجوء وغيرها.

تبدأ عروض المسرحية مساء اليوم وتتواصل حتى السبت المقبل في قاعة مسرح "تياترو" في تونس العاصمة، وذلك بعد مجموعة عروض سابقة انطلقت نهاية آذار/ مارس من العام الحالي، ضمن تظاهرة "العرض الأول".

اختيار اسم "سابينس" للشخصية الوحيدة على الخشبة لم يكن اعتباطياً، فالإنسان الذي يسمّى "هوموسابينس" – حسب نظريات علمية – هو الإنسان الذي فرض هيمنته على العالم، لكن بأي ثمن؟ إنه سؤال يطرقه العمل، فهذا الإنسان – الذي هو نحن – ذهب ضحيّته كل ما حوله من كائنات وطبيعة، وباتت كل خطوة عظيمة (تطوّر تقني، حقوق إنسان، ديمقراطية، ...) أيضاً سيْر نحو الألم والكوارث والعذاب النفسي.

المسرحية تنطلق بمطاردة بوليسية ضد شخصية سابينس، وكأن البشرية باتت ترفض النظر في ماضيها وتصرّ على دفن حقيقته، لينقلنا هروب سابينس من مكان إلى آخر في عالم اليوم، ومن قضية إلى أخرى.

دلالات

المساهمون