"مهرجان الفيلم المغربي": مراجعة استراتيجية الكم

"مهرجان الفيلم المغربي": مراجعة استراتيجية الكم

27 فبراير 2016
(مشهد من "دموع إبليس")
+ الخط -

من الواضح أن رؤية المركز السينمائي المغربي لإنتاج الأفلام ودعمها، آخذة في التغير، هذا ما كشف عنه برنامج الدورة 17 لـ "مهرجان الفيلم الوطني المغربي" الذي انطلق أمس في طنجة، وهو من أبرز المناسبات السينمائية المغربية، فضلاً عن كونه تقديم للإنتاج السنوي المغربي ومناقشة لقضاياه الراهنة.

في كل دورة من دورات المهرجان السابقة، كان "المركز السينمائي المغربي"، باعتباره الممّول الرئيسي لإنتاج السينما في البلاد، يواجه سيلاً كبيراً من النقد، يتنصّ على مسألة أساسية، تتعلّق باستراتيجية الدعم ومعاييره، خصوصاً مع غايته المعلنة المتمثّلة في تجاوز سقف إنتاج 20 فيلماً موسمياً. لم يكن صعباً بلوغ هذا العدد، بل تجاوزه، في ظلّ عدم وجود خطّة موازية للنظر في الكيف أيضاً.

ومع كل سنة، كانت السينما المغربية تراكم منجزاً سينمائياً مهمّاً يتجاوز العشرين فيلماً، منها أفلام بقيمة فنية كبيرة، لكن كانت تراكم معها أيضاً أفلام متواضعة كثيرة تجد طريقها إلى العرض ضمن أفلام المهرجان، إذ لم يكن هناك ما يمنع ذلك، فالمسابقة مفتوحة أمام الإنتاجات المحلية التي تصدر في السنة نفسها، من دون الأخذ بمعايير الجودة.

هذا ما جعل المركز السينمائي في نسخة السنة الماضية من المهرجان ينهج طريقة الانتقاء، فلم يعد مسموحاً لكل الأفلام أن تشارك في المسابقة لمجرّد أنها حديثة، كما كان معمولاً به في السابق، بل عليها أن تمر على لجنة الانتقاء، قبل أن تضمن مكاناً لها في لائحة الأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان.

وعملاً بهذا المبدأ هذه السنة، فقد اختارت لجنة انتقاء الفيلم الطويل 14 فيلماً فقط من بين 21 فيلماً، الأفلام هي "دموع إبليس" لهشام الجباري، "البحر من ورائكم" لهشام العسري، "رجال من طين" لمراد بوسيف، "أفراح صغيرة" لمحمد الشريف الطريبق، "جزيرة ليلى" لأحمد بولان، "مسافة ميل بحذائي" لسعيد خلاف، "فداء" لإدريس اشويكة، "إحباط" لمحمد إسماعيل، "المتمردة" لجواد غالب، "ميلوديا الموفين" لهشام أمل، "المسيرة" ليوسف بريطل، "ثقل الظل" لحكيم بلعباس، "رجاء بنت الملاح" لعبد الإله الجوهري، "أوركسترا منتصف الليل" لأوليفار أوليفيي كوهين. وقد استبعدت اللجنة أفلاماً أخرى من المنافسة من بينها فيلم "جوّع كلبك" لهشام العسري، و"غرام وانتقام" لعبد الكريم الدرقاوي.

لجنة تحكيم الفيلم الطويل يترأسّها الباحث نور الدين أفاية، وتضمّ السيناريست فاطمة الوكيلي والممثّلة فاطمة خير والمخرجة فريدة بليزيد، إضافة إلى مهندس الصوت فوزي ثابت، والسكرتير العام للمركز السينمائي السابق مصطفى ستيتو والمخرج إدريس المريني.

وإلى جانب قلّة عدد الأفلام قياساً إلى الدورات السابقة، تضمّ لائحة الأفلام المشاركة هذه السنة ثلاثة أفلام أُنتجت العام الماضي، وهي "البحر من ورائكم" و"أفراح صغيرة" و"أوركسترا منتصف الليل"، والتي لم تُعرَض في الدورة الماضية لأسباب مختلفة.

أما لجنة انتقاء الفيلم القصير، فقد اطمأنت إلى 14 فيلماً من بين 64 فيلماً مقدماً، من بينها "عبد الشر" لمحمد نظيفي، "كونيكسيون" لنادية غالية المهيدي، "ولد جامع الفنا" لعلي بن شقرون، "موت الحياة" لمدان الغزواني.

وبالنسبة إلى لجنة تحكيم الفيلم القصير، فيرأسها المخرج عبد السلام الكلاعي وتضمّ المسرحي الزبير بن بوشتى والمخرجة ليلى تريكي والإعلامي علي حسن والكاتبة بهاء الطرابلسي.

يشهد المهرجان إضافة إلى مسابقتي الفيلم الطويل والقصر، تنظيم ورشات ومناقشات للأفلام المشاركة، وتقديم الحصيلة السينمائية للعام الفائت.



اقرأ أيضاً: "جوّع كلبك".. أسلاك شائكة تحرس القصة

دلالات

المساهمون