رحيل ماركوس آنّا.. الحرية قصيدة خالدة

رحيل ماركوس آنّا.. الحرية قصيدة خالدة

26 نوفمبر 2016
(1920 - 2016)
+ الخط -
رحل أول من أمس، في أحد مشافي مدريد الشاعر الإسباني ماركوس آنّا (1920 - 2016)، الذي اعتبر أحد أبرز المثققين الذين قاوموا حكم الدكتاتور فرانكو، وقضى في سبيل ذلك 23 عاماً في سجونه.

اتّهِم صاحب "قولوا لي كيف تكون الشجرة" بمسؤوليته عن تنفيذ اغتيالات سياسية وأودع في المعتقل وهو في سن التاسعة عشرة ليخرج منه في الثانية والأربعين، فيكون بذلك المعتقل السياسي الذي أمضى أطول فترة في سجون فرانكو.

حُكم عليه بالإعدام مرتين ثم خّفّفت عقوبته إلى السجن المؤبّد، لينطلق من هناك في كتابة الشعر، ويضع كتابه "إسبانيا بثلاث أصوات"، أحد أبرز أعماله التي لاقت استحسان النقّاد، كما ألهم المناضلين ضدّ الدكتاتورية في بلاده.

بدأ ماركوس الكتابة داخل أسوار السجن، كان يكتب القصائد ويهرّبها إلى خارج السجن، أحياناً اعتماداً على أحد الحرّاس وأحياناً يحفظها أحد المغادرين الذين تبقّت لهم بضعة أيام لينطلقوا إلى الخارج.

اكتسبت قصائده الحياة وانتشرت  في إسبانيا وفي المنافي، وكان يوقعها باسم مستعار، هو اسم ماركوس آنّا، الذي يتكوّن من اسم والده ماركوس الذي مات في الحرب تحت القصف في كانون الثاني/ يناير 1937، واسم والدته أنا التي قضت نحبها كمداً بعد الحكم على ابنها بالإعدام للمرة الثانية.

خرج من المعتقل عام 1961 إلى منفاه في باريس حيث أمضى هناك 14 عاماً، واصل عمله الثقافي والإعلامي من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة، حتى عاد إلى العاصمة الإسبانية بعد وفاة فرانكو وعودة الملكية عام 1975.

لم يعتبر الشاعر أن قضيته انتهت، إذ استمر في العمل السياسي والكتابة لتحرير معتقلين سياسيين في بلدان أخرى، وفي مقدّمتهم رفاقه السجناء في تشيلي زمن الدكتاتور بينوشيه.

وضَع ماركوس آنّا مذكراته "قولوا لي كيف تكون الشجرة!" (2007)، ثم أصدر كتاب "الأمر يستحق أن نناضل من أجله" (2013).

من الكلمات المؤثرة عنه، ما قاله الروائي البرتغالي الراحل جوزيه ساراماغو: "ماركوس آنّا لم ينظر إلى وجهه في المرآة بزهو ورضا، لقد حطَّمه إلى ألف شظية لكي يرى في كلِّ شظيَّةٍ أحد وجوهِ رفاقه".

المساهمون