طموح مشتّت

طموح مشتّت

08 يناير 2016
منير فاطمي / المغرب
+ الخط -

في تاريخ الفكر العربي المعاصر، من الصعب أن نعثر على من كرّس مسيرته لميدان معرفي وحيد، إلى أن بلغ القدرة على التقدّم فيه بنفس خطوات الفكر العالمي. في مقابل ذلك، نعثر على عشرات الأسماء التي أخذت تراوح بين المجالات المعرفية.

نستحضر هنا عبد الرحمن بدوي بين الفلسفة والترجمات الأدبية، أو عبد الله العروي بين التاريخ والفلسفة والسياسة أو أبو يعرب المرزوقي بين الفلسفة القديمة وترجمات الفلسفة المعاصرة، هذا من دون أن ننكر إضافة هؤلاء في المجالات التي خاضوها، غير أننا نصر أن ننظر للمسألة من زاوية المساهمة العالمية، وقد تقتضي الصراحة أن نكشف مرة بعد أخرى كواليس آلة الفكر العربية.

لا يقتصر الأمر هنا على التشتت المعرفي، فمعظم هؤلاء تقلدوا المناصب الأكاديمية والسياسية، حتى إنهم باتوا يعرفون بها، وبألقابها قبل كل الصفات المعرفية الأخرى. إنها حالة عامة من الطموح المشتت، نجد أثرها لدى أجيال المفكّرين الجدد.

لنسأل، أي حصيلة للتراكم الفكري الذي حصل طوال ثلاثة أو أربعة عقود؟ إن الأمر يكاد يشبه تصنيع بضاعة محلية، أو هي مثل عملة لا يعترف بها إلا ضمن حدوده الضيقة.

قد نكون ظلمنا مفكّرينا بهذه الأحكام وحدّة زاوية نظرها. وفيما يمسّ الفكر في العالم سقفاً يسمّونه ببعد ما بعد الحداثة، لا زلنا هنا نحلم بتأسيس الحداثة بإحداثيات عربية إسلامية.


اقرأ أيضاً: أبو يعرب المرزوقي.. استئناف مغامرة التفكير

دلالات

المساهمون