الغونكور في تونس.. الفرنكفونية باقية وتتمدد

الغونكور في تونس.. الفرنكفونية باقية وتتمدد

14 سبتمبر 2015
كاريكاتير لـ دومييه (القرن التاسع عشر)
+ الخط -

يبدو أن الجوائز الأدبية الشهيرة أصبحت هي الأخرى إحدى أدوات "الفرنكفونية" وطموحاتها المعلنة بنشر الثقافة الفرنسية على أوسع نطاق، وترسيخها في "المستعمرات الفرنسية القديمة".

لعل الخبر الذي تتداوله الصحافة الثقافية الفرنسية هذه الأيام بقوة، والمتعلق بكون نتائج "جائزة غونكور" لهذا العام سيتم إعلان نتائجها في تونس العاصمة، يصبّ في هذا الإطار.

تعد "غونكور" أشهر جوائز الأدب المكتوب باللغة الفرنسية. من هنا، فإن الجائزة تمثل علامة فرنسية مسجلة، وهي المعيار الأدبي في كامل منظومة الفرنكوفونية الممتدة على قرابة الخمسين بلداً في العالم.

البعد الثقافي الفرنسي المتفتّح على المستعمرات السابقة، لا يتعلّق بمكان إعلان نتائج الغونكور فحسب، إذ نجد أن قائمة روايات "غونكور 2015" تضم ستة أسماء من أصول أفريقية من بين 15 رواية.

من أبرز هذه الأسماء الفرنسي من أصل تونسي هادي قدور عن رواية "الراجحون"، الكاتب من أصل جزائري والمغرم بـ"إسرائيل" بوعلام صنصال عن رواية "2084"، إضافة إلى ماتياس إينار وجان هاتفيلد وألان مابانكو وطوبي ناتان.

ووفقاً لرئيس لجنة التحكيم، الصحافي الثقافي الشهير برنار بيفو، فإن "متحف باردو سيحتضن سهرة إعلان النتائج" يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل للإعلان عن القائمة القصيرة، ويوم 3 تشرين الثاني/ نوفمبر للإعلان عن الفائز.

وللتذكير، شهد المتحف في آذار/ مارس الماضي قتل سيّاح منهم فرنسيون من قبل متطرّفين. وهو ما يرجّح أن تكون هذه المبادرة جزءاً من مبادرات فرنسا تجاه تونس في هذا الإطار، بعد أن كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الصف الأول في مظاهرة لمناهضة الإرهاب في تونس.

من جهة أخرى، لا تختلف هذه المبادرة الأخيرة عن الكثير من الفعاليات الفرنسية التي تنظّم في تونس أو مراكش أو ليبروفيل أو غيرها من عواصم "المستعمرات القديمة"، وهي عادة ما يتداخل فيها السياحي بالثقافي تحت مظلة العلاقات والمصالح.

ولعل أردأ سيناريو متوقع هو تتويج كل ما سبق بمنح الغونكور لـ بوعلام صنصال أو أحد أمثاله في القائمة وصفع الثقافة العربية في عقر دارها، بينما بعض العرب في القاعة يصفّقون.


اقرأ أيضاً: صنصال في "الغونكور": على خطى ميشال ويلبيك 

المساهمون