عالم نبيهة لطفي.. وداعاً

عالم نبيهة لطفي.. وداعاً

17 يونيو 2015
(1937 - 2015)
+ الخط -

عن 78 عاماً، رحلت اليوم المخرجة اللبنانية - المصرية نبيهة لطفي (1937 - 2015)، في القاهرة، وفي رصيدها أفلام وثائقية عديدة دارت حول الحياة المصرية منذ السبعينيات.

لم تُنجز صاحبة "كاريوكا" فيلماً لبنانيّاً واحداً في حياتها. ففي عام 1955، طُردت من الجامعة الأميركية في بيروت بسبب مواقفها السياسية؛ تحديداً، مشاركتها في اعتصام نظّمته "جمعية العروة الوثقى" ضدّ "حلف بغداد" الذي أُسّس لـ"محاربة المد الشيوعي" آنذاك.

في أحد لقاءاتها، وضّحت لطفي هذه المسألة: "مُنعنا من الذهاب إلى الجامعة، إلى أن تدخّل جمال عبد الناصر، إذ طلب ممّن علّقوا لنا الدوام، بأن يرسلونا إلى مصر". وفعلاً، رحلت إلى مصر لدراسة الأدب العربي، ثمّ التحقت في عام 1960 بـ"المعهد العالي للسينما"، وكانت ضمن الدفعة الأولى التي تخرّجت من المعهد عام 1964.

في عام 1972، كتبت وأخرجت فيلمها التسجيلي الأول؛ "صلاة من وحي مصر العتيقة"، الذي تسلّط فيه الضّوء، عبر 12 دقيقة، على الممارسات الدينية وطقوسها الروحانية في مصر.

من جهة أخرى، اهتمّت لطفي في معظم أفلامها بمشاكل المجتمع المصري، وانتبهت إلى حاجته إلى التنمية الاجتماعية، فراحت تجوب مصر "من رأسها لحدّ كعبها"، وفق تعبيرها، لتصوّر حياة الفقراء ومعاناتهم وأفراحهم أيضاً. كما ركّزت على المرأة المصرية، التي ترى فيها "صانعةً للبنية التحتية للبلد"، على حدّ قولها.

في عام 1975، عادت صاحبة "ألفية القاهرة" إلى لبنان، لتعُدّ فيلماً عن المرأة أيضاً، لكن هذه المرّة عن المرأة الفلسطينية، وكان مخيّم تل الزعتر بالنسبة لها هو المكان الأفضل للتصوير الذي شرعت فيه. إلّا أنّ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية حال دون إكمالها العمل، فعادت إلى القاهرة، آملةً أن تضع الحرب أوزارها لترجع إلى المخيّم.

لم تكن تتوقّع المخرجة أنّ الحرب ستطول، وستدفعها إلى كتابة وإخراج فيلم "لأنّ الجذور لا تموت" (1977). عملٌ يوثّق ما حصل في المخيّم الذي لم تترك الحرب له أثراً.

جاء الشريط في جزأين؛ الأول تَشكّل من المادّة الفيلمية التي صوّرتها لطفي قبل اندلاع الحرب، والثاني بعدها، إذ استندت فيه إلى قصص حيّة سردها لها فلسطينيون نجوا من المذبحة، ولجؤوا إلى الدامور. وكان عملها الوحيد الذي صوّرته في لبنان.

آخر أفلام لطفي، هو "عالم شادي عبد السلام"، من إنتاج "المركز القومي للسينما". عمل يستعرض أفكار السينمائي المصري الذي تعتبر لطفي نفسها تلميذة له؛ فتحت إدارته، أنجزت فيلمها الأول، إلى جانب أنّها أعجبت بأسلوبه وثقافته السينمائية.

ولم يقتصر عمل لطفي على الإخراج وحسب، بل شاركت كممثلة في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، منها فيلم "رسائل البحر" لداود عبد السيد و"عين شمس" لإبراهيم البطوط.

دلالات

المساهمون