"كتارا للرواية": هذه كواليسها واليوم تُعلن فائزيها

"كتارا للرواية": هذه كواليسها واليوم تُعلن فائزيها

20 مايو 2015
خالد السيّد، من افتتاح "معرض تاريخ الرواية العربية"
+ الخط -

ساعاتٌ فقط، تفصلنا عن إعلان أسماء الفائزين بـ"جائزة كتارا للرواية العربية". عشرة أعمالٍ روائية، من أصل 711 عملاً تقدّمت للمنافسة (475 منها غير منشورة)، ستحصد جوائز الدورة الأولى من المسابقة، أو "المشروع المتكامل والمستدام"، كما يفضّل المشرف العام على الجائزة، خالد السيد، تسميته، في حديث إلى "العربي الجديد".

يقول: "إنّ جائزة كتارا لا تقتصر فقط على مسابقة تتنافس عليها روايات وتفوز كل عام مجموعة منها، إلى أن يحين موعد العام الذي يليه. بل هي مشروع يتضمّن مركزاً للرواية العربية (افتُتح أوّل أمس)؛ تقام فيه على مدار العام ورش تدريبية يشرف عليها مختصّون". إلى جانب هذا، يوضّح السيد، أن هذا المركز سيضمّ أيضاً أرشيفاً وقاعدة بيانات للرواية العربية، ومعرضاً دائماً يوثق تاريخها وأهمّ وجوهها.

كثير من المتابعين للجائزة، رأوا أنّ غموضاً يكتنفها، إذ تحفّظت إدارتها على البوح بأسماء أعضاء لجنة التحكيم والمشاركين، حتى أنّ بعضهم توقّع أن يكون هناك قائمة طويلة وأخرى قصيرة، وهذا ما لم يكن. حول هذه النقطة، يوضّح السيد:

"تم تجنّب وجود قوائم لسببين رئيسين؛ أولهما هو أنّنا تحاشينا إفساح المجال للقيل والقال، لنبتعد عن الضغوط الإعلامية التي قد تشكّك في مصداقيتنا. فإعلان أسماء معيّنة، وعدم فوزها لاحقاً، قد يُحدث قلقاً لأصحابها".

أمّا السبب الثاني، فيعود إلى انقسام الجائزة إلى فئتين؛ فئة الأعمال المنشورة، التي تتضمن خمس روايات، والأخرى للأعمال غير المنشورة. الفئة الثانية تحول دون وضعها في قوائم، "هذه القوائم تُعلَن لتسوّق الروايات وتثير الجمهور أكثر حتى يطّلع عليها، لكنها أعمال غير منشورة، فلن يتيح ذلك لأحد أن يقرأها بطبيعة الحال".

عادةً ما تثير لجان تحكيم الجوائز العربية الكثير من الجدل والتساؤلات. فإلى جانب التكتم على أسمائها حتّى يوم الإعلان، تدور حولها أيضاً أسئلة تتعلّق بأهليتها ومصداقيتها، وكيفية اختيارها للأعمال، وحتى كيفية اختيار أعضاء اللجنة نفسها.

في هذا السياق، يوضّح السيد أن أربع لجان تحكيم أشرفت على الأعمال المتقدّمة. الأولى رشّحت 60 رواية من أصل الـ 711 (30 منشورة ومثلها غير منشورة) والثانية مرّرت 40 (20 منشورة ومثلها غير منشورة)، والثالثة اختارت الروايات الفائزة. أمّا الأخيرة، فهي اللجنة التي ستختار الرواية التي ستتحوّل إلى عمل درامي؛ قد يكون مسلسلاً، أو فيلماً سينمائياً.

 من "معرض تاريخ الرواية العربية" الذي افتتح أول من أمس


وقبل أن يحدّثنا السيّد عن العمل الدرامي، أشار إلى أن لجان التحكيم "لم يكن بينها روائيّون، أو كُتّاب في أحد مجالات الإبداع، وإنّما اشتملت على نقّاد فقط، وأكاديميين مختصّين في مختلف حقول الأدب العربي، تمّ اختيارهم بناءً على خبراتهم السابقة في العمل كمحكّمين في جوائز أخرى، إلى جانب ما أنتجوه من مؤلّفات نقدية".

وعن سبب عدم وجود روائيين في اللجان، يوضّح المشرف العام على الجائزة: "الرّوائيّون لا يختارون الأعمال وفق معايير محدّدة وواضحة؛ لأنّ النقد ليس من اختصاصهم، بخلاف أولئك الذي يعملون في هذا الحقل، ويقرؤون الأعمال بناءً على خلفيّة تتتبّع الجوانب التقنيّة والفنية فيها".

وفي ما يتعلّق بالمعايير التي اختيرت الأعمال بناءً عليها، يؤكّد السيّد أنّ "هناك معايير وُضعت للجنة كي تتّبعها، وسُتنشر بعد الإعلان عن الجائزة في الموقع الإلكتروني. من هذه المعايير: تقنيات السرد، وبنية العمل الروائي السردية واللغوية". ويضيف: "كما أنّ كتاباً نقديّاً سيصدر بتوقيع أعضاء اللجنة، يقدّمون فيه خريطةً للرواية العربيّة؛ خريطة اتّخذت من الروايات الـ 711 نماذج تحاول أن تقرأ مستقبل الرواية العربية وتوجّهاتها".

أمّا عن النّص الذي سيتحوّل إلى عمل درامي، وسينال جائزة مقدارها 200 ألف دولار، لشراء حقوق تحويله إلى مسلسل أو فيلم، فيوضّح السيّد أن لجنة مختصّة في السينما والسيناريو وعلوم أخرى ستحدّد العمل الفائز. ويقول: "الدراما العربية باتت تعاني من "المقاولة"؛ إذ إنها تقتصر على أعمال تجارية ضعيفة النصوص. في رأينا، إن الرواية ستساهم في رفع مستوى الدراما لتحقّق المستوى المطلوب".

من افتتاح "معرض تاريخ الرواية العربية"


في ظلّ كثرة جوائز الرواية العربية، على ماذا تراهن "كتارا"؟ وماذا لديها لتقدّمه لم يقدّمه غيرها؟ قبل أن يجيب السيّد عن هذا السؤال، أكّد أنّ "كتارا" لم تعمل وحدها، بل بحثت واستشارت وتعاونت مع جوائز أخرى، كي تستطيع العمل بأقل قدر ممكن من الأخطاء، واطّلعت على تجارب تلك الجوائز واستفادت منها أيضاً.

من هنا، يقول السيّد: "إن "كتارا" مشروعٌ عربيّ بامتياز، اتّخذ من "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" شريكاً إستراتيجيّاً، وتعاون مع كثير من الاتحادات الأدبية العربية، ليكون جائزة عربية 100%، تعمل بشفافية عالية، وهذا من الرهانات الأساسية التي نعمل عليها؛ إذ سيكون الجمهور مُطّلعاً على كل تفاصيل الجائزة/المشروع".

إلى جانب حصول كل فائز في فئة الروايات المنشورة على 60 ألف دولار، وغير المنشورة على 30 ألف دولار، ستعمل "كتارا" على ترجمة الروايات العشر إلى خمس لغات أجنبية، إضافة إلى نشر الأعمال غير المنشورة. وكشف خالد السيّد لـ "العربي الجديد" عن جائزة ثالثة جديدة اسمها "جائزة الدراسات"، يعلن عنها اليوم، وستُمنح لأفضل خمسة مؤلّفات نقدية وتحليلية في الرواية العربية.

دلالات

المساهمون