"أيام الفيلم الملتزم": من يسمع السينمائيين؟

"أيام الفيلم الملتزم": من يسمع السينمائيين؟

09 ديسمبر 2015
(لطقة من "في رأسي دوار")
+ الخط -

مخصِّصةً الحيز الأكبر لأعمال السينمائيين الشباب، تنطلق الدورة السادسة من "مهرجان الجزائر الدولي للسينما – أيام الفيلم الملتزم" في 12 من كانون الثاني/ ديسمبر الجاري وتستمرّ حتى 19 منه.

تتوزّع عروض التظاهرة بين قاعتي "الموقار" و"سينماتيك" في الجزائر العاصمة، وتشمل فئتي الوثائقي والروائي. في الأولى، تشارك تسعة أفلام، من بينها: "النقيب توماس سونكارا" لـ كريستوف كوبلين من سويسرا، و"الرجل الذي يُصلح النساء: غضب أبقراط" لـ تيري ميشال وكولات بريكمان من بلجيكا، و"أدي غاسبي" لـ لوفا نونتناينا من مدعشقر، و"روشيميا" لسليم أبو جبل من فلسطين و"في رأسي دُوار" لـ حسان فرحاني.

كما تحضر تسعة أفلام في فئة الروائي؛ من بينها: "عملية مايو" لـ عكاشة تويتة و"إلياس ماريا" لـ خوسي لويس روخليس غراسيا من الأرجنتين و"المطلوبون الـ 18 "لـ عامر شوملي وبول كوان، الذي يفتتح العروض و"غداً" لـ سيريل ديون وميلاني لوران الذي يختتم التظاهرة.

إضافةً إلى جائزتي الجمهور ولجنة التحكيم، تتنافس الأفلام المشاركة على الجائزة الكبرى للمهرجان، في فئتي الوثائقي التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج الجزائري مهدي العلوي، والروائي التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج الجزائري بلقاسم حجاج.

تكرّم التظاهرة عدداً من السينمائيين؛ من بينهم الجزائريان معمّر مقران ومالك عودية الذي رحل مؤخّراً، إلى جانب المخرج البرتغالي كريستو غاناف الذي أخرج فيلماً عن الثورة الجزائرية في الأيام الأولى لاستقلال البلاد بعنوان "عرس الأمل"، والذي سيكون ضمن الأفلام المعروضة.

كما يشمل برنامج التظاهرة العديد من النقاشات والندوات واللقاءات المهنية؛ بمشاركة سينمائيين من الجزائر وخارجها؛ من بينهم غي شابونيي وكريستيو كاناف وفضيلة كحال وأحمد بجاوي.

في ندوة صحافية عقدتها أمس، أشارت مديرة المهرجان زهيرة ياحي إلى أن التظاهرة "راعت جودة الأعمال المشاركة وأصالة الفكرة والتزامها بقضايا الإنسان ومشاكله"، مضيفةً أن موعد المهرجان، هو الآخر، اختير بعناية؛ إذ لا يتزامن مع أية تظاهرات سينمائية أُخرى.

يبقى السؤال الأهم بالنسبة إلى تظاهرة تتّخذ من "الفيلم الملتزم" مجالاً تتخصّص فيه، عن مدى نجاحها على مدار النسخات الخمس الماضية في إثارة النقاش حول القضايا المصيرية التي تطرحها الأفلام المشاركة؛ بدءاً بالحروب ووصولاً إلى قضايا البيئة.

بصيغة أخرى: هل يهدف المهرجان إلى لفت الانتباه وإثارة نقاش جاد حول تلك المسائل أم يكتفي بالعروض من باب الفرجة السينمائية داخل القاعات المغلقة وانتهى الأمر؟ يبدو ألاّ أحد يسمع السينمائيين داخل قاعاتهم.

خلال دورة العام الماضي، عرض المخرج الفرنسي ميشال تيدولدي فيلمه الوثائقي "الغاز الصخري: هجوم جماعات الضغط" الذي تناول مخاطر استخراج الغاز الصخري وآثاره الكارثيّة على الإنسان والبيئة، مستعرضاً نضال الفرنسيين من أجل ثني حكومتهم عن استخراجه.

في الفترة نفسها، كانت الحكومة الجزائرية قد حسمت الأمر وقرّرت المضيّ قدماً في قرارها باللجوء إلى تلك الطاقة الجديدة التي يعتبرها الخبراء بديلاً مستقبليّاً للنفط والغاز التقليدي، وهو ما فتح باب الاحتجاجات في الجنوب الجزائري استمرّت طيلة أشهر.


اقرأ أيضاً: عكاشة تويتة ووجه آخر لحرب التحرير

المساهمون