شعوذة معاصرة

شعوذة معاصرة

12 نوفمبر 2015
أحمد الأمين/ المغرب
+ الخط -

"هل أنت حمار شغل؟" أو "كيف تُعلّم ابنك الحمار دون تكرار؟" أو "كيف تحلِب النملة؟"، هذه ليست أسئلة في جلسة تعذيبٍ واستنطاق في أحد المخافر العربية، إنّما بعض العناوين التي تُعرض في صالونات الكتاب العربية المختلفة.

لا تثير هذه العناوين حفيظة أحد، أو على الأقلّ حفيظة القائمين على المعارض، الذين يمنعون كتباً فكرية وسياسية، ربما من دون حتّى الاطّلاع على مضامينها.

في بلادنا العربية، حتّى مقصّ الرقيب يمارس دوره بازدواجية: يُمنع معارضو السلطة من الكلام وتُصادر كتبهم وتُغلق وسائل إعلامهم بذريعة المساس برموز نظامٍ وقيمه، بينما يُسمح للموالين بممارسة كلّ أصناف التجاوزات.

كما يُسمح لكلّ شيء بالوصول إلى الأطفال دون "فلترة" مضامينها. هكذا نعثر في أدب الطفل وفي الكتاب المدرسي على نصوص أقلّ ما توصف به أنّها "رديئة" ولن تفعل شيئاً غير الإسهام في خلق أجيال مشوّهة.

لسنا مع فكرة الرقابة طبعاً، لكن عناوين كتلك التي ذكرناها، تمثّل - ربما - خلطة من الاستغباء والشعوذة المعاصرة باسم "التنمية البشرية". ذلك المفهوم الذي وصلنا مشوّهاً هو الآخر، وأصبح وسيلةً للنصب و"حلب" جيوب ملايين من المحبطين والراغبين في حياة أفضل، تماماً كما يفعل المشعوذون التقليديون. لعلّ المدعو إلى التدخّل هنا هو جمعيات حماية المستهلك.

المساهمون