مصر: زمن موسيقى الشارع

مصر: زمن موسيقى الشارع

16 فبراير 2014
ندى سلامة وهيب تعزف لـ"الشارع"
+ الخط -

ظاهرة جديدة على المصريين تشهدها الآن شوارع العاصمة وبعض المدن الكبيرة. تجلس في مقهى متواضع أو تنتظر القطار في إحدى محطات المترو أو حتى تمكث في سيارتك في طوابير الزحام الممتدة على الطرق والجسور، فتستمع إلى صوت موسيقى حيّة يقدمها لك فنانون شبّان دون تقيّد بالمكان، دون انتظار جمهور بعينه، دون تذاكر، دون أجر، دون أي شيء، فقط لمتعة العزف.

هذه الحركة الفنية الجديدة التي يمكن تسميتها بموسيقى الشارع، بدأت بعدد قليل من الرواد، كعازفة الناي ندى سلامة وهيب أو عازف الكمان أندرو عاطف موريس، اللذين سرعان ما قلّدهما آخرون، بتشجيع منهما، فظهرت عازفة الهارمونيكا، الكاتبة الشابة منار حسن، وهي تعزف للجمهور في الهواء الطلق على كورنيش، ورأينا عازف الكمان مؤمن نبيل وهو ينثر موسيقاه على أطلال مبنى مديرية أمن المنصورة الذي تعرض لتفجير إرهابي منذ فترة قصيرة.

ولعل خروج الفن من القاعات المغلقة إلى الشوارع واحتكاكه بالجمهور البسيط الذي لا تسمح إمكانياته المادية له بحضور حفلات الموسيقى، يعكس تحوّلاّ اجتماعياً مهماً يشهده المجتمع المصري حالياً، ويذكّرنا بالنشاطات التي اضطلعت بها حركات فنية طليعية وثورية ظهرت في بداية القرن العشرين في عدد من البلدان الغربية، منذ بيان المستقبلية الإيطالية سنة 1909، مؤذنةً بتفكك المنظومة الاجتماعية القديمة وانتشار الأفكار الشابة المنفتحة التي تعيد تشكيل وجدان المجتمع كله وتؤثّر بقوة في أنماط علاقات أفراده وتفكيرهم وإنتاجهم وطريقة استقبالهم للأشياء.

المساهمون