ويلسون فاش: رسالة إلى الصحافيّين في غزّة

ويلسون فاش: رسالة إلى الصحافيّين في غزّة

09 ديسمبر 2023
ويلسون فاش
+ الخط -

رسالةٌ من ويلسون فاش؛ الصحافي البلجيكي المستقلّ، يُكرّم من خلالها صحافيّي غزّة الذين يغطّون الوضع المتدهور هناك ويعيشون حرباً غير عادية، ويُجارون الأحداث بحِرَفية ويتقصّون سُبل النجاة في ظلّ ظروف بالغة الصعوبة.

يهتمّ فاش بتغطية الأحداث الميدانية وقضايا المدنيّين والمواضيع المتعلّقة بالحروب؛ حيث أنجز تغطيات صحافية في فلسطين المحتلّة، وفي العراق خلال الهجوم على تنظيم "داعش" في مدينة الموصل عام 2016، وفي أفغانستان خلال انسحاب الاحتلال الأميركي وسيطرة "طالبان" مُجدَّداً على الحُكم في آب/ أغسطس 2021، كما أنجز عدّة تغطيات ميدانية في أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية عليها في شباط/ فبراير 2022.

في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حاز فاش، البالغ 31 عاماً، "جائزة ألبرت لندرس" - التي تُعدّ أبرز جائزة في الصحافة الفرنكوفونية - في دورتها الخامسة والثمانين، ضمن فئة أفضل مُراسل لعام 2023 في الصحافة المكتوبة، عن تقارير أنجزها في أفغانستان وفلسطين المحتلّة وأوكرانيا، ونُشرت في صحف فرنسية وبلجيكية.

وخلال استلامه الجائزة التي أصبح أوّل صحافي بلجيكي يفوز بها منذ تأسيسها قبل واحد وتسعين عاماً، أشاد فاش بالصحافيّين في غزّة، قائلاً إنّهم "يُقدّمون عملاً لا يُقدَّر بثمن في ظروف مستحيلة"، كما أهدى الجائزة إليهم.

وفي 2019، حاز "جائزة المُراسل الشاب" في فرع الصحافة المكتوبة؛ إحدى جوائز "بايو- كالفادوس" الفرنسية التي تُمنح لمُراسلي ومصوّري الحروب، عن تقرير حمل عنوان "غزّة: سنة سوداء".



هنا نص الرسالة، ترجمته لـ "العربي الجديد" الشاعرة الجزائرية عنفوان فؤاد:

"بما أنّ هذه هي بالفعل حربكم الخامسة. قد يشكّ البعض وكأنّكم تعوّدتم على ذلك، ولكن، سرعان ما فهمتم، منذ بداية القصف، أنّها لن تكون كسابقاتها.

صباحاً عندما تذهبون لتغطية الأخبار، لستم واثقين من كونكم ستعودون إلى منازلكم، وحتّى إن نجوْتُم واستطعتم العودة إلى بيوتكم، ربّما لن تجدوا عائلاتكم هناك.

زملاؤكم يسقطون الواحدَ تلو الآخر، فتدركون أنّ كلّ ما يحدث ليس مجرّد صدفة، وتسألون أنفسكم إذا ما كنتم مستهدَفين.
عندما تصوّرون المصابين في المستشفى، أو الطوابير أمام المخابز، أو الجثث المدفونة في مقبرة جماعية، تتعرّفون على بعض الوجوه.

نحن، خلف شاشاتنا، نشاهد الجثث. أمّا أنتم فترون صديقاً، أو ابنة عم، أو جاراً لكم.
نحن، خلف شاشاتنا، نشاهد الأنقاض والغبار.
أمّا أنتم، فترون المدرسة التي درستم فيها والمستشفى حيثُ وُلد أطفالكم.

كلَّ يوم، تُوثّقون مغيب وجودكم الفعلي، ولأنّكم فلسطينيون، عرب، مسلمون، يُقال عنكم إنّكم "بروباغنديون"، مروّجون للدعاية، وربّما إرهابيون أيضاً.

الأشخاص الذين ليست لديهم أية أخلاق يشكّكون في أخلاقكم.
ولكنّنا نراكُم على حقيقتكم، صحافيّين يقومون بعملٍ لا يقدَّرُ بثمن في ظروف صعبة ومستحيلة".

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون