وقفة مع عبد الكريم الطبّال

وقفة مع عبد الكريم الطبّال

12 مارس 2021
(عبد الكريم الطبّال)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "أنتظرُ وجود عالمٍ آخرَ لا وجود فيه لقابيل وهابيل"، يقول الشاعر المغربي في لقائه مع "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟

- يشغلني أكثر من شيء واحد، ويكفي أن تكون الجائحة واحدةً من هذه الأشياء. إنّها لي ولسواي الخاطر الذي لا يغيب، وهي حاضرة في الذاكرة، حاضرة في النسيان، حاضرة في الكتابة، في القراءة. تشبه في صورتها صورةً مرعبة تدخل في الوجه وفي الصوت، وقد أحلم أحياناً أنها غابت أو تغيب.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما عملك القادم؟

- صدر لي منذ سنوات ديوانٌ سمّيته "نمنمات" وآخر بعنوان "في حضرة مولانا". والآن أهيّئ للطبع ديواناً جديداً اسمه "الوردة فوق الأرض".


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟

- راضٍ عنه كلّ الرضى. بعد الانتهاء من الكتابة، أكون غير راضٍ. لكنْ بعد القراءة، ينال منّي بعض الرضى وليس كلّه، ولذلك أكتب وأكتب لأنّ كلّ الرضى شبه مستحيل، فالقصيدة المكتملة دائماً في الغياب.

تشبه الجائحة صورةً مرعبة تدخل في الوجه وفي الصوت

■ لو قيض لك البدء من جديد أي مسار كنت ستختاره؟

- كنت سأختار المسار نفسه مع التعديل قليلاً. مثلاً، أن أكون شاعراً يعشق البحر أكثر، أن أكون صديقاً حميماً للحمام. أن تكون مدينتي طبيعة داخل الطبيعة.


■ ما هو التغيير الذي تنتظر أو تريده للعالم؟

- أنتظرُ وجود عالمٍ آخرَ لا وجود فيه لقابيل وهابيل.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها ولماذا هي بالذات؟

- أودّ أن ألتقي بفدوى طوقان، لأنني صاحبتُها شعرياً. وقد وقفت معها مرّة في فلسطين وكانت تكتب في روحها قصيدةَ غضبٍ بعد أن استفزّها جنود الاحتلال الإسرائيلي وهي تمرّ طالبةً منهم ورقة الإذن بالمرور، ورحلتُ معها في سيرتها الذاتية بين جبل وآخر.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه؟

- كتابُ "ترجمان الأشواق" لابن عربي.

الصورة
نمنمات عبد الكريم الطبال - القسم الثقافي

■ ماذا تقرأ الآن؟

- مجموعة شعرية للكاتب البرتغالي فرناندو بيسوا.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟

- كنت أستمع صباحاً إلى موشحات أندلسية يقدّمها جوق في الإذاعة المغربية... وقد أقترح، إذا كانت الأذواق متقاربة، الاستماع إلى ما استمعت إليه.


وردة أُخرى

وردةٌ
بدأتْ وردةً
لم تمرْ
في طريقِ التَّرائبِ
والصَّلبِ

جاءتْ بلا موعدٍ 
كيف للعندليبِ

أن يكتبَ الأغنياتِ
لها
وما عندها نجمتانْ؟

■ 

وردةٌ
بدأتْ وردةً
كيف تأتي الفراشةُ
عاشقةً إليها
وما عندها شامةُ العشقِ
في الشفتينْ؟

■ 

وردةٌ
بدأتْ وردةً
كيف لي
أن أشمَّ
حفيفَ السّحابِ
وسوَسةَ الماءِ
رفرفةَ العشبِ
وهِي مُعلّقةٌ في السّحابْ؟


بطاقة

شاعر مغربي من مواليد 1931 في مدينة شفشاون. بدأ نشر قصائده في منتصف الخمسينيات، وساهم في تأسيس عدد من المجلات والمهرجانات الشعرية في مدينته. من مؤلّفاته: "الطريق إلى الإنسان" (1971)، و"الأشياء المنكسرة" (1974)، و"البستان" (1988)، و"آخر المساء" (1994)، و"شعر البياض" (1995)، و"القبض على الماء" (1996)، و"على عتبة البحر" (2000)، "فراشات هاربة" (2007)، "أيها البراق" (2008)، و"نمنمات" (2015)، "في حضرة مولانا" (2018).

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون