نعمة.. استعادة متأخرة للمطربة التونسية

نعمة.. استعادة متأخرة للمطربة التونسية

13 ديسمبر 2020
(المطربة نعمة)
+ الخط -

في نهاية عقد الخمسينيات، بدأت المطربة التونسية حليمة الشيخ الملقبة بـ"نعمة" (1934 – 2020) التي رحلت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشوارها، حيث قدّمت العديد من الأغاني مثل "يا ناس ماكسح قلبو"، و"الدنيا هانية"، و"الليلة آه ياليل"، وحقّقت نجاحات كبيرة وشهرة واسعة في بلادها والعالم العربي.

"فنانة تونس الأولى" كما وصفها النقّاد، تعلّمت الغناء في "المعهد الرشيدي" بالعاصمة التونسية، وأدّت أكثر من ثلاثمئة أغنية قدّمتها على مسارح الجزائر وليبيا والمغرب وفرنسا، بالإضافة إلى تونس، وغنّت "الفوندو"، أحد القوالب الغنائية الشعبية، قبل أن تعتزل الفن بسبب ظروفها الصحية، لتعبّر في لقاء أجرته معها "العربي الجديد" عام 2016 عن تجاهل وسائل الإعلام لما قدّمته خلال تجربتها الممتدّة.

في استعادة تبدو متأخرة، يُفتتح عند الرابعة من مساء غدٍ الاثنين معرض "نعمة.. فينك يا غالية" في مدينة الثقافة بتونس، الذي يتواصل حتى منتصف الشهر المقبل، حيث يتتبع حياتها عبر عرض مجموعة من الصور، وتسجيلات سمعية، وقصاصات صحافية ووثائق غير منشورة بعد مرور 40 يوماً على رحيلها.

المعرض الذي تنظّمه وزارة الثقافة يضيء على رحلتها منذ مغادرتها بلدتها أزمور في ولاية نابل، مروراً بكل من شاركها مسيرتها من مؤلفين وملحنين. وبحسب بيان وزارة الثقافة، فقد تركت السيدة نعمة "بصمات لا تُنسى بالأغنية التونسية، وخطفت قلوب كل التونسيين".

يستعير المعرض عنوانه من أغنيتها الشهيرة التي كتب كلماتها ولحنها محمد الجموسي بعنوان "فينك يا غالي"، وتقول: "فينك يا غالي حبك يا روحي مالي قلبي وأنت على بالي/ بعدك الدنيا خالية والعين الدمعة مالية/ وعلى بعادك مين الي يصبرني/ فينك يا غالي".

رحلت نعمة في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعد صراع مع المرض، وفي رصيدها أعمال من تلحين أبرز الموسيقيين التونسيين مثل خميس الترنان ومحمد التريكي وصالح المهدي وقدور الصرارفي وعبد الحميد ساسي، كما لحـّن لها سيد مكاوي من مصر وحسن العريبي من ليبيا وغيرهم.

في لقائها مع "العربي الجديد"، بثّت شكواها من التلفزة والإذاعة التونسيتين، إذ عملت بهما موظَّفة مُتعاقدة، ووهبتهما حياتها، وأمَّنتهما على جميع أعمالها، دون أن تحتفظ بأيِّ تسجيلٍ لها، قائلةً: "كانوا يتجاهلونني سابقاً بحجة وجود بن علي (بسبب علاقتها الوثيقة مع الرئيس الحبيب بورقيبة)، اليوم وقد رحل، أين الوصال؟ هلا سألوا عني؟ كانوا يضغطون على الزر فيجدون نعمة أمامهم تحيي الحفلات دون مقابل. ضحَّيتُ بكلِّ الدعوات التي وُجِّهت إليّ للهجرة إلى الشرق من أجل بلدي، خطواتي كلها قمت بها وحدي. عشت الفن وحدي. كنت أغنَّي وأنصرف، وأنا مأخوذة بحبِّ الجمهور، والسعادة تغمرني. ولم أكترث قط بتحقيق الشهرة وجمع المال".

المساهمون