ندوة "تبيّن" الثالثة: في فلسفة الأخلاق المعاصرة

ندوة "تبيّن" الثالثة: في فلسفة الأخلاق المعاصرة

14 ابريل 2023
فرهاد مُشيري/ إيران
+ الخط -

بعد توقُّفها فلسفياً عند معاني المرض والصحّة والجائحة في النسخة الأولى من ندوتها السنوية، التي أُقيمت مطلع 2021 في وقتٍ كانت فيه المعمورة تعيش تداعيات انتشار فيروس كورونا، استكملت دورية "تبيُّن" في دورتها الثانية، في أيار/ مايو 2022، التفكير بجانب جديد من إشكاليات الفكر المُعاصر، عبر تخصيصها يومَي انعقادها لمناقشة مسألة "الفَلسفة السيَاسية المُعاصِرة: القضايا والتحوّلات".

أمس الخميس، كشفت الدورية الفكرية الفصلية، التي تصدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، عن تفاصيل النسخة الثالثة من ندوتها السنوية، والتي ستُقام في مقرّ "المركز العربي" في الدوحة، يومَي السبت والأحد، 9 و10 من أيار/ مايو المقبل، وتتمحور حول عنوان عام هو: "قضايا في فلسفة الأخلاق المعاصرة".

اختيارُ هذا الموضوع جاء، بحسب بيانٍ نشره "المركز العربي" على موقعه الإلكتروني، "لِما له من حيوية تمسّ التحوّلات الكُبرى التي يشهدها العالم في العقود القليلة الماضية"، حيث "تسعى الندوة لمناقشة قضايا أخلاقية تتعلّق بالفلسفة الغربية المعاصرة، متناولةً بالنقد والتحليل قضايا من قبيل: السؤال عن الأخلاق التي تلائم عالمنا اليوم، والقضايا التي تتعلّق بأخلاق الحداثة، إضافة إلى توجّهات ما بعد الأخلاق، وما نتج منها من نقاشات حول العلاقة بين الأخلاق والحرية، والأخلاق والحقّ، والأخلاق والواجب".

كما سيحلّل المُشاركون مَيل العالَم المعاصر إلى فصل الأخلاق عن السياسة، وقضيّة عودة أخلاق الفضيلة في وقتنا الراهن، والتساؤل عن مكانة نظريات المشاعر الأخلاقية المعاصرة، إلى جانب مناقشتهم المحاولات المعاصرة لإقامة الأخلاق على مفهوم التسامح أو على أساس قاعدة كونية بغرض إيجاد أرضية للتفاهم بين البشر على اختلاف مكوّناتهم وانتماءاتهم الثقافية.

يشمل كلُّ واحدٍ من يومَي الندوة ثلاث جلسات، تُفتَتح عند التاسعة والنصف من مساء السبت، التاسع من الشهر المقبل، بمحاضرةٍ لأستاذ الفلسفة المعاصرة في "جامعة الكويت" زواوي بغورة حول "الحداثة والمسألة الأخلاقية عند الفيلسوف تشارلز لامور"، يتوقّف فيها عند بحث المفكّر الأميركي، في نصوصه، عن "الحدّ الأدني لأرضية أخلاقية حداثية تُصارع ضدّ أخلاق ما قبل الحداثة باسم الجماعة والتراث، وأخلاق ما بعد حداثية باسم الفردية والمتعة والحرّية". 

تليها مداخلة لرجا بهلول، رئيس تحرير المجلّة ورئيس برنامج الفلسفة في "معهد الدوحة"، بعنوان "المشاعر والتأسيسانية في الأخلاق وحقوق الإنسان"، وفيها يسعى إلى تبيان ما يمكن قوله، نقداً ودفاعاً، عن نظرية المشاعر الأخلاقية التي يعود عهدها إلى ديفيد هيوم وآدم سميث، بصفتها واحدةً من النظريات التي يسعى مفكّرون معاصرون لبناء مفاهيم أخلاقية كلاسيكية (مثل الخير والعدل) على أساسها.

وفي الجلسة الثانية، تتحدّث نورة بوحناش، أستاذة فلسفة الأخلاق والقيَم في "جامعة قسنطينة 2" عن "تمثّلات الأنموذج الأخلاقي في خطاب الفكر العربي المُعاصر"، حيث تتساءل عن كيفية تفسير غياب حقل للفكر الأخلاقي في المنظومة الفكرية العربية المعاصرة، كما تربط بين سؤال الأخلاق هذا وبين تجربة القلق الوجودي الذي يعانيه الإنسان العربي.

بعدها، يُقارب الأكاديمي رشيد الحاج صالح، مدير تحرير "تبيّن"، مسألة "نقد أخلاق التراث في الفكر العربي المُعاصر"، مُتسائلاً: هل فعلاً ما زالت الأخلاق السياسية للعربي المُعاصر أخلاقَ طاعة تربط المُلك بالدين، كما قال بذلك محمد عابد الجابري، أنها أخلاقٌ أخذت ترنو إلى العدالة والمساواة وحقوق الإنسان والحرّيات؟

ثالثة الجلسات تضمّ أيضاً ورقتين: "ما بعد الأخلاق: من المعنى التحليلي إلى التحوّل الثقافي" لأستاذ فلسفة الأخلاق والقيَم في "جامعة سطيف 2" عبد الرزاق بلعقروز، و"الأخلاق والسياسة: جدلية الفردي والمؤسّساتي" لأستاذ التاريخ في "جامعة لوزيانا التقنية" أحمد نظير الأتاسي.

يشمل اليوم الثاني ثلاث جلسات تضمّ كلٌّ منها مداخلتين، ويشارك فيها تباعاً الباحثون والأكاديميون محمد حبش ("سؤال النهضة والحامل الأخلاقي نكوصاً وقياماً")، ومنير الكشو ("أخلاق الفضيلة وأخلاق الآداب: أي صيغة للتوفيق بينهما؟")، ويوسف سلامة ("السؤال الفلسفي للأخلاق")، وعلي حاكم صالح ("هل يمكن قيام الأخلاق من دون أساس؟ نظرات في أخلاقيات ما بعد الحداثة الغربية")، ومايكل مدحت ("الرهانات الأخلاقية للتسامح في فلسفة توماس سكانلون")، وخديجة زتيلي ("التربية بوصفها المؤسّس لأخلاق كونية: رهانات إدغار موران نحو أخلاق للجنس البشريّ").

يُذكَر أن بعضاً من هذه الأوراق البحثية المُشاركة في الندوة سيُنشَر في عددٍ خاصّ من "تبيُّن" يصدر صيف هذا العام.

المساهمون