منحوتات أرمن آغوب.. ما وراء الزمن

منحوتات أرمن آغوب.. ما وراء الزمن

15 يوليو 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يستكشف أرمن آغوب توتر العلاقتين بين الحركة والسكون في منحوتاته التجريدية التي استطاع من خلالها المزج بين عناصر من الطبيعة المصرية، خاصة في الصحراء، ومبادئ النحت لدى قدامى المصريين، في لغة بصرية معاصرة.

يستخدم الفنان المصري، ذو الأصول الأرمنية، (1969) الغرانيت الأسود والبازلت بشكل أساسي، وينفتح في تكويناته على ثقافات وفلسفات متعدّدة، ويتأمّل تناقضات تشكّل عالم اليوم، حيث ينبثق الضوء من قلب العتمة، وتتولّد روحانية الإنسان من مادية جسده وعقله، في بساطة تشير إلى منتهى التعقيد، وفي وضوح يترك الكثير من الأسئلة.

حتى السابع عشر من الشهر المقبل، يتواصل معرضه "استغراق في الزمن" في "غاليري فلورا بيجاي للفن المعاصر" بمدينة بييتراسانتا الإيطالية، والذي افتتح في الثالث من الشهر الجاري، ويضمّ أعمالاً نفّذها خلال فترة الإغلاقات التي شهدتها إيطاليا بسبب تفشّي فيروس "كوفيد 19".

الصورة
(من أعمال أرمن آغوب)
(من أعمال أرمن آغوب)

يتقصّى الفنان علاقة الإبداع بالوقت في لحظة الحظر والعزلة، حيث العلاقة الجدلية بينهما، فالوقت يستهلك المبدع الذي بدوره يسعى إلى إيجاد نوع من التفاهم والتوافق معه، وفي الوقت نفسه يظلّ سؤال الطاقة الروحية للمادة مطروحاً في حواره معها.

يحتوي المعرض على سلسلة من اللوحات التي تعكس معالجة آغوب للأبعاد الثلاثية لأشكال على سطح اللوحة، في ممارسة فنية متأملة تشبه إلى حدّ ما شكل الصلاة، التي تتكرّر خلالها الأصوات أو العبارات أو الإيماءات، في إشارة إلى اللانهائية في الكون، من أيّة نقطة ينطلق منها الفرد ولا يمكنه التوقّف بعدها.

أما أعماله النحتية، فتُظهر ذلك التزاوج بين انحناءاتها اللينة والطرية وبين زواياها القاسية والحادة، ويستمّدها من مؤثرات عدّة تتصل بالنحت الفرعوني والفن الأرمني المعاصر معاً، حيث يلتقيان في أطباقه الحجرية البيضاوية، التي تحمل دلالات فلسفية ترتبط بأصل الأشياء وبدائيتها، وتطوّرها في سياق مثالي عابرٍ لمفهوم الزمن والحدود.

الصورة
(من أعمال أرمن آغوب)
(من أعمال أرمن آغوب)

يبحث آغوب عن معادل بصري موازٍ لمفهوم الخلود في الحضارة المصرية القديمة، وهو يتعلّق بالمعتقدات ورؤيتهم لمعنى وجودهم خارج زمنهم الحقيقي أو مكانهم الذي يعيشون فيه، وهنا يمكن فهم الفكرة الأساسية للمعرض، والتي تبحث عن معنى آخر للزمن الذي نتواجد فيه، يؤطره إحساس الإنسان بروحانيته التي ينظر من خلالها إلى الحياة والموت.

يُذكر أن أرمن أغوب حاز درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بـ"جامعة حلوان" عام 1992، وعمل مساعد باحث في الجامعة نفسها حتى عام 2000، حيث انتقل للإقامة في إيطاليا ولا يزال فيها إلى اليوم، وكان قد أقام معرضه الفردي الأول عام 2005 بعنوان "أخناتون 1"، إلى جانب مشاركته في معارض جماعية وشخصية في النمسا والبوسنة والسويد والصين والجزائر وبلجيكا والولايات المتحدة وغيرها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون