"منارة عانة الأثرية": انتهاء أعمال التأهيل
مع إعلان دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار في بغداد، مع بداية العام الحالي، إكمال تأهيل منارة عانة الأثرية من قبل كوادر الدائرة، يعود أحد المعالم الأثرية لاستقبال الزوّار بعد سنوات من تدميره على يد تنظيم "داعش" إلى جانب مواقع أخرى أعلن عن ترميمها هذا العام مثل مدينة الحضر ومنارة الحدباء في الموصل.
شملت أعمال الترميم، بحسب بيان "الصيانة والحفاظ على الآثار"، إعادة البناء وفق المخططات السابقة للموقع الذي يعود بناؤه إلى زمن حكم بني عقيل للمدينة التي تقع غرب نهر الفرات نهاية القرن الرابع الهجري/ القرن العاشر الميلادي.
وتضمّنت الأعمال المرافقة للمرحلة الثانية من إعادة المنارة تسييج الموقع البالغ مساحته اثنين وأربعين دونماً، وزراعة محيط السياج الخارجي، ومد شبكة الري بالتنقيط وحفر بئر ماء، وكذلك إنشاء بوابة خارجية تلائم الطابع التراثي للموقع، ومدّ أعمدة وأسلاك الكهرباء للموقع.
يعود بناء المنارة التي تقع غرب نهر الفرات لنهاية القرن الرابع الهجري/ القرن العاشر الميلادي
وبدأ ترميم المنارة سنة 2021 حيث تمّ رفع الأنقاض وتنظيف الموقع من مخلفات التفجير، وعزل الحجر الأصلي الذي بُنيت به المأذنة لأول مرة بارتفاع ستّة وعشرين متراً، وإكساء جدارها بطبقة من الجص إضافة إلى عمل النقوش الزخرفية التي كانت تزين جسم المأذنة المثمن.
وكانت "عانة" قد تعرّضت للتدمير كلياً سنة 2016 بعد أربعة أعوام فقط من ترميم قاعدتها المربعة التي ترتفع نجو ثلاتة أمتار، وإصلاح أضلاعها الثمانية والمدخل الوحيد المؤدي إليها، حيث يمكن الصعود إليها من خلال سلّم حجري حلزوني.
ويُعتقد أن المنارة صمّمت كبرج مراقبة في عصور ما قبل الإسلام، يطّل على المجريين الشمالي والجنوبي لنهر الفرات، لملاحظة تحرّكات القوات المعادية، وشيّدت على جزيرة القلعة التي تقع عليها مدينة عانة القديمة، قبل أن يتمّ نقلها إلى مكانها الحالي الذي يسمّى الريحانة، بعد إنشاء عدد من السدود على النهر في الثمانينيات.
المنارة التي تبعد مئتي كيلو متر عن مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، بُنيت في موقعها الأصلي بالقرب من مقبرة أثرية مفصول عنها جزء مخصّص لقبور المسلمين، بينما تحتوي المقبرة الأثرية على شواهد ونقوش تعود إلى العهد الآشوري الحديث في زمن الملك توكولتي نينورتا الثاني في القرن التاسع قبل الميلاد.
