معرض مدريد للكتاب.. رهان على الكتب العلمية
مع انطلاق فعاليات الدورة الثانية والثمانين من "معرض مدريد للكتاب"، في العاصمة الإسبانية، والذي حمل هذا العام شعار "نحن مع العلوم، نحن مع الآداب"، كان للمظلّات التي ارتأت إدارة المعرض وضعها لحماية الزوّار من شمس حزيران/ يونيو القويّة، دورَ البطولة، لا سيّما وأنّها لم تحمِ الزوّار فحسب، بل الكتبَ أيضاً، ولكن ليس من الشمس الحارقة، بل من المطر الغزير الذي انهمر طيلة ساعات على العاصمة الإسبانية في صباح الافتتاحية.
وكان المعرض الذي افتُتح في السادس والعشرين من أيار/ مايو الماضي، ويتواصل حتّى الحادي عشر من الجاري، قد شهد جموعاً كبيرةً من الزوّار الذين توافدوا على دُور النشر ومنافذ البيع الحاضرة في منتزه "ريتيرو"؛ الذي يُعتبَر رئة العاصمة الإسبانية؛ وقد وصل عددها، حسب بيانات المعرض، إلى ما يقارب 400 منفذاً، شاركت فيها حوالي 1000 دار نشر.
وغلى خلاف العادة، لم تفتتح ملكة إسبانيا المعرض هذا العام، بل كان وزير الثقافة ومحافظ المدينة، بصحبة مديرة المعرض، هم من قصّوا الشريط، معلنين عن افتتاحه رسمياً.
كان العلِم حاضراً بشكل بارز على برنامج المعرض، حيث شاركت أكثر من 118 مؤسّسةً علمية وثقافية من إسبانيا، والمكسيك، وبيرو، وتشيلي، وكولومبيا، وممثّلين عن الجامعات ومراكز الأبحاث الهيسبانية والأوروبية؛ إضافة إلى ما يقارب مئة باحث توزعوا على دور النشر المتخصّصة في نشر الكتب العلمية من أجل توقيع كتبهم.
واحتفاءً بالعلم هذا العام، توسّط المعرضَ منحوتة ضخمة لدماغ عملاق، تجمّعت حوله جميع المؤسّسات العلمية والجامعات، بما في ذلك منافذ البيع ودور النشر المتخصّصة في العلوم، في إشارة إلى مركزية العلم في العصر الذي نعيش فيه، وضرورة مواكبته ودعمه.
وأشار المنظّمون إلى أنّه جرى تصميم كتالوغ يحتوي جميع الكتب العلمية المتنوّعة الموجودة في المعرض، من دراسات، وأبحاث، وقضايا علمية، بهدف تسهيل الوصول إلى الكتاب العلمي والتشجيع على اقتنائه.
كما برز في برنامج المعرض اليومي العدد الكبير من جلسات توقيع الكتب التي يُجريها كتّاب وخبراء في مجال العلوم بمختلف ميادينها.
