مدينة إسنا التراثية.. إعادة اكتشاف

مدينة إسنا التراثية.. إعادة اكتشاف

13 أكتوبر 2020
(جانب من مدينة إسنا)
+ الخط -

في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، انعقدت ورشة عمل أنتجت مجموعة من النماذج لتطوّر الحرف المحلية فى إسنا بالقرب من مدينة الأقصر المصرية منها حرف خوص النخيل والخرز، واسكتشات لتوثيق عدد من المباني والأماكن في إطار مشروع إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنا.

محاولة تحاكي نظيرتها في العديد من المدن بالعالم العربي من أجل إعادة تأهيل المواقع الأثرية لحضارات ازدهرت في حقب ماضية، بما يمكنه من تنمية التجمعات السكنية الحديثة حولها والتي تغلب على معظمها العشوائية في التخطيط وسوء الأحوال المعيشية بما يشير إلى مفارقة كبرى بين الماضي والحاضر.

في محاضرته "إعادة اكتشاف الأصول التراثية لمدينة إسنا" التي أقيمت مساء أمس، تحدّث المخطّط الحضري والمعماري كريم إبراهيم عن الأعمال الجارية في الموقع بهدف التنمية المستدامة باعتباره "جزءاً من عمل اكتشاف الماضي الذي تم تجاهله إلى حد كبير لهذه المدينة حيث توجد آثار لعدة حضارات متراكبة"، بحسب بيان المنظّمين.

وأشار المحاضر إلى أن عمليات إعادة الإحياء أدّت إلى إبراز ماضٍ متعدد وذخيرة من المعارف، سواء في العمارة السكنية أو تخطيط الأسواق أو النسيج الاقتصادي والذي يعتمد في مجمله على العمل المجتمعي الذي يمكّن المدينة من العمل كمكان للابتكار الاجتماعي والاقتصادي. 

يشتمل المشروع على تأهيل مواقع مثل وكالة الجداوي وسوق القيسارية والمئذنة العمرية

وبيّن أنه من بين المواقع التي يشملها المشروع وكالة الجداوي، وهي أثر مسجل يعود تاريخ إنشائه إلى القرن الثامن عشر، وتقع وسط مدينة إسنا بالقرب من معبد الإله خنوم على ضفاف نهر النيل، وشكّلت قديماً محطة للتبادل التجاري بين مصر والسودان، وسوق القيسارية الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، وهو سوق مغطى خصّص لبيع الأقمشة والأحذية والإكسسوارات وما يتعلّق بها من أدوات الخياطة وسواها. 

وتطرّق أيضاً إلى عدد من المباني التراثية في مركز المدينة يجري تأهيلها ضمن المشروع الذي أنجزت معظم مراحله، ومنها منطقة معبد خنوم الذي يعود للفترة اليونانية-الرومانية، والمئذنة العمرية التي تعود إلى العصر الإسلامي، وكذلك بقية أسوق الحرف المحلية من منسوجات تقليدية ومنتجات غذائية.

كما لفت إبراهيم إلى كيفية أن تكون حالة مدينة إسنا نموذجًا لتطوير برنامج لإحياء المدن الصغيرة والمتوسطة في صعيد مصر وقد وهبت تراثا "عادياً" قوياً موروثاً من عدة حضارات.

يُذكر أن المحاضرة تقام ضمن سلسلة ندوات ميدان المنيرة: التي ينظمها كل من "المعهد الفرنسي" بمصر و"مركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية" (CEDEJ) و"المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" (IFAO) و"المعهد الدومينيكي للآثار الشرقية" (Idéo).

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون