محمد عبلة.. حوار مع صخرة "سيزيف"

محمد عبلة.. حوار مع صخرة "سيزيف"

21 سبتمبر 2022
(تمثال سيزيف لمحمد عبلة بلدة فالسروده الألمانية)
+ الخط -

في مطلع ثمانينات القرن الماضي، التحق الفنان المصري محمد عبلة (1953) بـ"كلية الفنون والصناعات" بمدينة زيورخ السويسرية، حيث صمّم خلال تلك الفترة، التي تخصّص فيها بفن النحت، تمثالاً يحاكي أسطورة سيزيف الإغريقية الذي أرغمته الآلهة على دحرجة صخرة ضخمة على منحدر، وقبل أن يبلغ قمة التل كانت تفلت الصخرة منه دائماً.

طرح عبلة في عمله مجموعة تساؤلات تتعلّق بوجود الإنسان، من خلال تقديمه في شكل من الحوار بينه وبين الصخرة، في فضاء درامي مركزه الحركة دون كثير انتباه إلى ملامح العنصر البشري، في محاولة للتركيز عليه كجزء من الكون والوجود وتفاعلاته معهما.

يعود عبلة إلى ذلك التمثال الذي لا يزال منصوباً في بلدة فالسروده بشمال ألمانيا في معرض يحمل عنوانه، ويُفتتح عند السابعة من مساء اليوم الأربعاء في "غاليري تخشينة" بـ "معهد غوته" القاهري، ويتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر المقبل.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يضمّ المعرض أعمالاً قدّمها عبلة في سنواته الأخيرة التي أقام خلالها أكثر من معرض مخصّص لمنحوتاته، التي صمّم معظمها من البرونز الأخضر والنحاسي والنيلي واللون الخام، بعضها يجسّد إنساناً وبعضها حيوانات أليفة كالحصان والديك والسمكة والكلب.

يهمين أسلوب وحشي وفطري على هيئة هذه الحيوانات عادة، وكأنها مجرّد كتل متعرّجة وتجريدية وتقريبية، ولا يوجد الكثير من التفاصيل في العناصر نفسها، خلافاً لأعمال أخرى محتشدة بالشخصيات.

في بعض الأعمال، يجلس "سيزيف" فوق صخرته متأمّلاً ما يحيط به في حالة من السكون المطلق، أو يسير في العراء مع أغنامه وكلابه، أو تحضر نساء وفتيات بملامح تنتمي إلى العصور القديمة، تقوم كلُّ واحدة بفعل ما: ترقص، تمشي، تلعب، تنظر، تركب حصاناً، وغيرها من المشاهد.

تشير منسّقة المعرض نورا عبلة إلى أنه "لا يخفى على أحد أن التمثال يرمز لشخصية محمد عبلة ولحياته بأكثر من طريقة، فهو يجسّد رحلته الفنية وتوقه الدائم لإيجاد طرق إبداعية جديدة للتعبير عن أفكاره، مهما كان الطريق وعراً".

يُذكر أن محمد عبلة حاز درحة البكالوريوس في الفنون الجميلة من "جامعة الإسكندرية" عام 1977، لكنه أقام معرضه الأول قبل تخّرجه بنحو خمس سنوات، وواصل تجربته التي تعدّدت ثيماتها والوسائط التي استخدمها من رسم ونحت وفوتوغرافيا وغرافيك وأعمال فيديو وغيرها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون