"متحف باردو".. عودةٌ بعد طُول إغلاق

"متحف باردو".. عودةٌ بعد طُول إغلاق

15 سبتمبر 2023
"متحف باردو" بعد الافتتاح
+ الخط -

وسْطَ مطالبات متكرّرة بإعادة فتحه وتساؤلات عن أسباب استمرار إغلاقه، وعدَت وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط القرمازي، في نهاية آب/ أغسطس الماضي، بأنّ "المتحف الوطني" بضاحية باردو في تونس العاصمة، والذي ظلَّ مُغلقاً طيلة أكثر من سنتَين، سيُفتَح "بمجرَّد انتهاء أشغال الصيانة والتهيئة التي طاولت مختلف أقسامه وأجنحته"؛ وهو الوعدُ الذي ستُكرّره الوزارة في بيان أصدرته في الخامس من الشهر الجاري، لكن من دون أن تُحدّد فيه تاريخاً للافتتاح.

هذا التاريخ سيُحدّده بيانٌ نشرته الوزارة يوم الإثنين الماضي عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلنت فيه أنّ المتحف سيشرع في استقبال الزوّار ابتداءً من التاسعة والنصف من صباح الخميس، الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، وحتّى الرابعة والنصف مساءً، مُشيرةً إلى استحداث فضاءات جديدة، وعرض تُحف أثرية وفنّية للمرّة الأُولى، إضافةً إلى لوحات فسيفسائية ومنحوتات رخامية خضعت للترميم والصيانة.

سبق ذلك افتتاحٌ رسمي نظّمته الوزارة أوّل أمس الأربعاء، وشهد حضوراً رسميّاً بارزاً، بدءاً بوزيرة الثقافة ووصولاً إلى قرابة ثلاثين سفيراً لبلدان عربية وأجنبية في تونس. ولم تكُن المناسبة لتمرَّ من دون أن يطرح الصحافيّون أسئلةً عن أسباب الغلق واستمراره، لتُجيب الوزيرة بالقول إنّها ليست المرّةَ الأُولى التي يُغلَق فيها "متحف باردو" ثمّ يُعاد افتتاحُه، مُضيفةً أنّ هذه الفترة كانت فرصةً "للقيام بعمليات صيانة شملت المبنى، وأيضاً ترميم عددٍ من القطع الأثرية، وخصوصاً اللوحات الفسيفسائية والمنحوتات الرخامية، إلى جانب استحداث قاعات جديدة وإعادة فتح قاعات أُخرى كانت مغلقة، إضافةً إلى تثمين بعض القطع التي كانت معروضة بطريقة لا تتماشى مع قيمتها".

الصورة
متحف باردو2
من المتحف بعد افتتاحه مُجدَّداً

من جهتها، قالت مديرة "متحف باردو"، فاطمة نايت إيغيل، إنّ الأخير "كان بحاجة إلى هذه الفترة من الغلق لبعث نفَس جديد فيه"؛ إذ لم يكُن ممكناً القيام بأشغال الصيانة والترميم والمتحف مفتوحٌ للزوّار، مُضيفةً أنّ إعادة الافتتاح شملت قاعات ظلّت مغلَقةً لقرابة ثلاثة عشر عاماً، واستحداث قاعات جديدة؛ مثل "قاعة الرقّ الأزرق" المخصَّصة لعرض المخطوطات القرآنية، و"قاعة كنز شمتو" المخصَّصة لعرض القطع النقدية من الفترة الرومانية، والتي ستفتتح منتصف الشهر المُقبل.

يُذكَر أنّ المتحف، الذي تأسّس عام 1988، ويضمّ قرابة ثمانية آلاف قطعة أثرية وثاني أكبر مخزون للقطع الفسيفسائية الرومانية في العالم، أُغلق في الخامس والعشرين من تمّوز/ يوليو 2021؛ وهو اليوم الذي نفّذ فيه الرئيس التونسي قيس سعيّد انقلاباً بإقالة الحكومة وتعليق عمل البرلمان وتولّي السلطة التنفيذية والقضائية.

المساهمون