لينيت بواكي: يوميات الكسل والراحة السوداء

لينيت بواكي: يوميات الكسل والراحة السوداء

11 ديسمبر 2020
من المعرض، لينيت يادوم بواكي
+ الخط -

بعد أن افتتح معرض الفنانة الغانيّة-البريطانية لينيت يادوم بواكي (1977) في متحف "تيت" للفن الحديث والمعاصر مطلع الشهر الجاري، تداولت الصحافة البريطانية الأعمال المعروضة بحماس، بعضها وصف الفنانة بأنها "قلبت تيت رأساً على عقب"، وثمة من قارن بينها وبين الفنان رينيه ماغريت، ليس لسرياليته، ولكن للغرابة التي تسكن لوحاتها والتي تزيد كلما يحدق المرء في تفاصيلها.

المعرض المستمر حتى التاسع من أيار/ مايو المقبل، يقدم صورة واقعية لحالات لم تكن واقعية لفترات ممتدة في التاريخ، فالفنانة تصور السود في حالة كانت حكراً على البيض، لا سيما في الأعمال الفنية، فإذا فكرنا في ظهور السود في الأعمال الفنية للفنانين البيض في تاريخ الفن، سنجد أن ظهورهم كان بوصفهم التابع للشخص المركزي في اللوحة، فهم الخدم والعاملون في الأرض والمرافقون للبيض.

الصورة
من المعرض
​ الصورة من المعرض ​

لكن بواكي، في ثمانين لوحة زيتية يضمها معرض "تيت" رسمت أقدمها عام 2003، وبعضها أنجزته الفنانة في العام الجاري؛ تقدم السود في حالات الكسل والراحة والتأمل واللهو والتمتع بالحياة، بأجساد جميلة وقوية، هناك راقصة البالية وراقصة الجمباز والقارئ ولاعبو كرة القدم والمراهقون في لهوهم والأصدقاء يدرسون. 

تقول في مقابلة أجريت معها مؤخراً "الناس يميلون إلى تسييس حقيقة أنني أرسم شخصيات سوداء، وتعقيد هذا جزء أساسي من العمل. لكن نقطة البداية هي دائمًا لغة الرسم نفسها وكيف يرتبط ذلك بالموضوع".

الصورة
من المعرض
من المعرض

يعتبر عملها من الناحية التقنية تقليدياً من حيث مقاييس اللوحات والمنظور والتعامل مع اللون والشكل، لكن المواضيع نفسها تخرج عن التقليدي، ومع امتداد المعرض على عدة غرف في المتحف، يتغير الانطباع بالزمن في الأعمال، فثمة ما يوحي بأن الفنانة تتحرك بشخصياتها وصولاُ إلى بدايات القرن العشرين، وتضع السود دائماً في حياة مريحة ومرحة على عكس ما يعرفه المتفرج عن هذه الحياة. 

الصورة
من المعرض
من المعرض

توحي لنا بواكي بأنها ترسم مجموعة بورتريهات لشخصيات تعرفها، لكنها تعلن أن كل شخصياتها خيالية، وهذا الإيحاء بأنها ترسم من الواقع مقصود، والإيهام بأن هؤلاء البشر واقعيون هو جزء من الإشكالية التي تطرحها على المتلقي، فما هو الواقعي وما هو الخيالي في الفن سؤال يشغلها على ما يبدو، ويمكن أن نضيف إليه أسئلة الهوية والتمثيل والانتماء إلى ثقافة ما، والاندماج في حياة مختلفة، نجد لها أعمالاً بعناوين تدفع بها المتفرج إلى الارتباك، مثل "هذا ليس بورتريه". 

المساهمون