عبد السلام ازدام.. كائنات تبحث عن "خلاص"

عبد السلام ازدام.. كائنات تبحث عن "خلاص"

03 ديسمبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

تمزج أعمال التشكيلي والنحّات المغربي عبد السلام ازدام (1952) بين النحت والفنّ التشكيلي؛ حيث يبدو، في كثيرٍ منها، وكأنّه ينحت في اللوحة أو يرسم المنحوتة. وفي معرضه "خلاص" المُقام حالياً في رواق "مؤسّسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين" بـ الرباط، ويتواصل حتى السادس عشر من الشهر الجاري، تحضرُ مجموعةٌ من أعماله الجديدة التي يُسجّد فيها كائناتٍ تبدو مرسومةً ومنحونةً في آن.

تُحيل الأعمال المعروضة على مفهوم "الخلاص"، الذي يُشير، بحسب المنظّمين، إلى بداية الخروج من الأزمة التي فرضتها جائحة كورونا على العالم بأسره، وشملت آثارُها الاقتصاد والفن والنفس البشرية.

كائناتُ المعرض هي شخوصٌ إنسانية، لكنّها من دون ملامح أو معالم تقريباً. غالباً، لا إشارة إلى جنسها أو تاريخها أو جغرافيتها أو انتمائها إلّا في النادر. يُفسّر ازدام ذلك، في تصريح صحافي، بالقول: "أتحدّث عن الكائن الإنساني بغضّ النظر عن انتمائه".

يغيب أيضاً الجزء السفلي من الجسد البشري، فما يرسمه، أو ينحته الفنّان المغربي، لا يتجاوز الصدر والكتفين والرأس الذي طُمست ملامحُه ويتّخذ وضعيات أو حركات مختلفة تتراوح بين الميلان أو الانعكاف. يأخذُ الصدرُ مكاناً مركزياً في اللوحات المنجزة على قماش، بوصفه مركزاً لخبايا الإنسان ومعتقداته وأسراره.

الصورة
عبد السلام ازدام - القسم الثقافي
(من المعرض)

يُشير الفنّان التشكيلي الحاصل على شهادة في علم الاجتماع، والذي عمل مدرّساً للفلسفة حتى 2005، إلى أنّ شخوصه، المستقيمة والمنحنية، تُمثّل "حالاتٍ إنسانية يعيشها أيُّ شخص سواء في أيّ مكان وزمان. تأثُّري بالفلسفة جعلني أشتغل على الإنسان بمفهومه الإنساني".

المساهمون