طارق متري في منتداها السنوي: تعزيز المعرفة بقضية فلسطين

طارق متري في منتداها السنوي: تعزيز المعرفة بقضية فلسطين

28 يناير 2023
من كلمة طارق متري في افتتاح المنتدى (العربي الجديد)
+ الخط -

في كلمته الافتتاحية لأشغال "المنتدى السنوي لفلسطين"، في الدوحة صباح اليوم، تحدَّث رئيسُ مجلس أمناء "مؤسَّسة الدراسات الفلسطينية"، طارق متري، عن أهمّية الشراكة بين المؤسَّسة و"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، مُعتبراً أنّ العلاقةَ بينهما تقوم على أُسس ثابتة؛ أبرزها ثلاثة: أوّلُها أنّ المؤسَّستَين البحثيتَين معنيّتان بقضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي من جوانبها كافّةَ، فلا تهتمّ بجانب على حساب آخر، وثانيها أنّهما مؤسَّستان عربيتان؛ بمعنى ربط اهتمامهما بقضية فلسطين بانتمائهما العربي، وحرصهما على النظر في قضايا الأمّة العربية، وفي مقدّمها فلسطين، من زاويةٍ تُشدّد على الهوية العربية، وعلى أنّ الصراع مع إسرائيل هو صراعٌ عربي صهيوني.

أمّا النقطة المشتركة الثالثة، وفق متري، فهي أنّهما مؤسَّستان مستقلّتان على الصعيد الفكري، تقومان بالأبحاث الفكرية بشكل مستقلّ عن الأحزاب والفئات ولا تتحزّبان لأيّ منها، وهذا ما يُفسّر وجود باحثِين في المنتدى من مشارب واختصاصات متنوّعة.

يُضيف الباحث والأكاديمي اللبناني أنّ تجربة المؤسَّسة والمركز في مجال تعزيز المعرفة بقضية فلسطين تُبيّن أنّه مهما كان من أمر الأولويات البحثية التي يُمليها الواقع الحالي، فإنّ دراسة الماضي، فضلاً عن الاهتمام بحفظ الذاكرة والحفاظ عن الهوية، تفتح أمام أعيننا بعض ما انغلق علينا في فهمنا للحاضر، بينما تحملنا دراسة الواقع الحاضر للنظر إلى المستقبل بعينين اثنتَين: عينُ التطلُّعات المشروعة، وعين حسن التقدير لما هو قابلٌ للتحقيق وما لا تبدو احتمالات صنعه حقيقية.

أثبتت التجربة أنّ دراسة الماضي تفتح بعض ما انغلق في فهم الحاضر

يُشدّد المتحدّث على أنّ التفكير في قضايا المستقبل، ضمن المنتدى، ليس محكوماً بالخيار السياسي؛ بين حلّ الدولتين مثلاً، والذي أعلن الكثيرون جهاراً أو ضمنا تراجعه بل سقوطه، وبين الحديث المتنامي عن مقارعة نظام الأبارتهايد طلباً لـ "المساواة في المواطنة داخل دولة واحدة".

هنا، يؤكّد المتحدّث أنّ "إسرائيل" ما زالت تمارس سياسةً مزدوجة؛ حيث تواصل الاستعمار الاستيطاني وتمارس نظام الفصل العنصري ضدّ الفلسطينيّين، وإن بُطرق مختلفة وبدرجات متفاوتة بين فلسطينيّي 48 والأراضي المحتلّة عام 1967. ويبدو جليّاً أنّ الأكثرية الحاكمة فيها ترفض كلّ الحلول الممكنة، وإنْ في حدودها الدنيا، وتُغلق على نفسها بجدران القمع والفصل العالية، وتعتمد على قمع القوة العارية، واستثمار الخلافات العربية بين الدول، والمواجهات بين الشعوب والأنظمة في عددٍ منها.

يعتقد طارق متري أنّ هذه الحال ربّما ستستمرّ طويلاً؛ إذ "مِن غير المحتمل في المدى القريب أن تقبل إسرائيل بأيّ حلّ، وهو ما يدعو الفلسطينيّين إلى الإحجام عن السير وراء تسويات ظاهرية وجزئية وغير عادلة، وهو يدعوهم في الوقت ذاته إلى اعتماد نهج مواجهةٍ أو مقاومة متعدّدة من شأنها أن تجمع الفلسطينيّين ولا تفرّق بينهم، وأن تجمع بينهم والشعوب العربية المتطلّعة إلى الحرية، وأصدقائهم في العالَم".

المساهمون