سعيد الجعفر.. قراءة في الاستشراق السويدي

27 ديسمبر 2021
محجوب بن بلة/ الجزائر
+ الخط -

يشير الباحث والمترجم العراقي سعيد الجعفر إلى أن الاستشراق الكلاسيكي لا يمكن وضع جميع نتاجاته في خانة واحدة، حيث يميّز بين الأهداف الاستعمارية لدى المستشرقين في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وبين رؤى متنوعة حكمت بحوث المستشرقين في روسيا والسويد وفنلندا على وجه الخصوص.

في كتابه "الاستشراق السويدي" الذي صدر حديثاً عن "دار المأمون" في بغداد، يتناول الجعفر عبر ترجمته عددا من المقالات المختارة، السياقات التي أُنتجت خلالها دراسات حول الثقافة العربية وتاريخها على أيدي باحثين وكتّاب سويديين منذ القرن الثامن عشر وحتى نهاية القرن العشرين.

ويضيء الكتاب العديد من الأسماء مثل الشاعر والكاتب فيرنر فون هايدنستام (1859 – 1940) الذي تأثر في قصائده بموتيفات شرقية، أو في روايته "أنديميون" التي اقتبس عنوانها من الميثولوجيا الأغريقية، ويبرز فيها دفاعه عن حضارات الشرق وقيمها، كما يتطرق إلى أعمال كلّ من تور أندريه (1885 – 1947) وهنريك صمويل نيبرغ (1889 – 1974) اللذين قدّما آراء منصفة حول التاريخ الإسلامي، وكان الأخير عضواً في المجمع العلمي العراقي في أربعينيات القرن العشرين، وكتَب مقالاً بعنوان بعنوان "لماذا أحب العرب؟".

غلاف الكتاب

يوضّح الجعفر في مقالات أخرى مواقف مستشرقين وكتّاب سويديين معاصرين تبنوا مواقف ضدّ العدوان الأميركي على العراق، وانحازوا إلى العديد من القضايا العربية، ومنهم يان يربه وسيغريد كالّه وإنغمار كارلسون الذين خاضوا نقاشات موسّعة في الأوساط الأكاديمية والإعلامية لشرح مواقفهم.

ويقف أيضاً عند مقال للكاتب والصحافي السويدي بيارنه ستين كفست الذي اعتبر الأندلس جسراً يمكن استخدامه للعبور الى العالم الإسلامي وبالعكس، فالحضارة الأندلسية بالنسبة إليه كانت مبنية على التسامح والانفتاح بما يفوق ما تمتلكه الديمقراطيات الغربية اليوم.

يتساءل يان يربه في مقدّمة الكتاب عن سبب اهتمام أمّة صغيرة تقبع في شمال أوروبا بالعالم الإسلامي، حيث يوضّح العديد من الدوافع التي تختلف عمّا لدى شعوب أوروبية أخرى، وفي بقية المقالات المختارة تبرز آراء عدد من المستشرقين والرحالة الذين تنوعت نتاجاتهم بين الاستشراق النظري والاستشراق في الفن والبحوث في مجال السياسة والأدب والرحلات.

يُذكر أن سعيد الجعفر حاز درجة الدكتوراه في اللسانيات/ تخصص علم المعاجم، وله العديد من المؤلّفات المترجمة منها "إميل في لنبريا" لـ أستريد ليندغرين، و" الصدمة: الحادي عشر من أيلول" لـ نعوم تشومسكي.

المساهمون