الاستشراق

كيف ينظر الغرب إلى الشرق حقا؟ أيّ دور للمستشرقين والأدباء في ترويج النظرة النمطية عن هذا الشرق؟ وأيّ دور لعبه كاتب مغربي معروف مثل محمد شكري في هذا السياق، حتى وإن كان ينقل الواقع كما هو في أعماله؟

استطاعت آلة الإعلام والمؤسسات الأكاديمية الغربية إقناع العربي بأنّ شخصيته الحقيقية هي ما كتب عنه الغربي، وما تُصَوِره وسائل إعلامه، وبتنا أكثر تصديقاً لما يقول الآخر/ الغرب عنّا (حتى وإن كان استخفافاً وسخرية) أكثر مما نقوله نحن عن أنفسنا.

نزعة أنسنة الدين، تقابلها نزعة أخرى وهي تأليه الإنساني، فإذا كانت الأولى تحاول إضفاء النزعة الإنسانية على الأديان، فإنّ الأخيرة تضفي الطابع الإلهي وتقدّس الإنساني، وبسبب ذلك أصبحنا نتحدث عن مفاهيم معاصرة وكأنها آلهة جديدة، منها العقل، الحرية...

أوّل الأسئلة التي طرحتها في صغري عن الوجود قُوبلت بالاشمئزاز من الإمام في الحي والسخرية من مدرس مادة الديانة في المدرسة والتأنيب من الأب في المنزل، فقرّرت بعدها ألا أسأل حتى لا أبدو غريباً.