"رمضانيات" 2: احتفال عابر في المحافظات الأردنية

"رمضانيات" 2: احتفال عابر في المحافظات الأردنية

10 ابريل 2023
من فعاليات "رمضانيات" في مدينة العقبة الأردنية
+ الخط -

مع بدء شهر الصوم في العام الماضي، أعلنت الحكومة الأردنية عن إطلاقها تظاهرة "رمضانيات" في العاصمة وجميع مراكز المحافظات، والتي أُقيمت بشكل يومي، بهدف استنئاف الفعاليات الثقافية والترفيهية والرياضية الرسمية بعد توقّفها اضطراراً بسبب انتشار جائحة كورونا لعامين ماضيين.

الأنشطة التي شاركت في تنظيمها رئاسة الوزاء ومجموعة وزارات تتصدّرها وزارة الثقافة، لم تتمكّن من استقطاب الجمهور، وهو في الغالب ما دفع المنظّمين إلى تقليصها هذا العام، حيث تمّ افتتاحها في الخامس عشر من رمضان الحالي، كما ستقتصر على أيام الخميس والجمعة والسبت لثلاثة أسابيع فقط (أسبوعين في رمضان بالإضافة إلى أسبوع العيد).

ومثلما حدث في العام الماضي، لم يُعلَن عن بدء "رمضانيات" إلّا في يوم إطلاقها، مع اختلافٍ تمثّلَ في إشراف وزارة السياحة على الأنشطة التي يحتضنها "المدرج الروماني" في عمّان، بينما أُوكِلَت أنشطة المحافظات في أيامها التسعة إلى "الثقافة". كما أن الاهتمام الإعلامي تراجع قياساً بالموسم الأول، وهو ما يعكسه شحّ التغطيات والأخبار المنشورة في وسائل الإعلام الأردنية.

مثلما حدث في العام الماضي، لم يُعلن عن بدء الفعاليات الرمضانية إلّا في يوم إطلاقها

لم تتغيّر طبيعة الفعاليات المُقامة، التي تأخذ طابعاً كرنفالياً احتفالياً، وتبدو كما لو أُعدّت على عجل، حيث يشارك فيها فنانون وفرق تنحصر مشاركتهم عادةً بالأغاني الشعبية أو بالطابع الوطني الحماسي، في تجاهل تامٍّ لعشرات الفرق التي ظهرت في الأردن خلال العقدين الأخيرين والتي تقدّم موسيقى حديثة أو تُعيد إنتاج التراث برؤية عصرية.

ويُدعى شعراء لا تُذكر أسماء معظمهم عادةً إلّا في المناسبات الرسمية، يقدّمون ما جرت تسميتها "القصائد الوطنية"، إلى جانب عرض مسرحيات لفرق هواة تقدّم مسرحاً تجارياً، ومعارض للمأكولات والمشغولات الحِرَفية الشعبية التي تُعرض لغاية تسويقها من دون أية بيانات أو معلومات تاريخية موثّقة تبيّن جذورها في التراث الأردني.

تغلب على موسم "رمضانيات" سياسة التنفيع التي تنتجها وزارة الثقافة وبقية الوزارات، بغرض توزيع الميزانيات المرصودة على أكبر عدد ممكن من المشاركين، بدلاً من استقدام فرق وفنانين محترفين لتقديم عروض احترافية، والسعي لتطوير ذائقة الجمهور الذي يُحرم طوال العام من فرصة تلقّي مسرح وفن وأدب بمستوى جيد.

يتمّ تقديم هذه الفعاليات باعتبارها تكريساً لأجواء رمضان وتقاليده وغيرها من العبارات الإنشائية التي تُحيل إلى نظرة تقليدية ومحدودة إلى هذا الشهر وربطه بالغناء والموسيقى، بغض النظر عن طبيعة المضامين التي يؤدّيها المغنون والموسيقيون؛ نظرةٌ تقليدية تُضاف إليها أنشطةٌ تتعلّق باستهلاك الأطعمة والحلويات وبعض الفرجة.

المساهمون