رحيل عبد الحميد مشعل.. تنظيرات في الناي

رحيل عبد الحميد مشعل.. تنظيرات في الناي

01 يوليو 2021
(عبد الحميد مشعل، 1926 - 2021)
+ الخط -

رحل منذ أيام الباحث والموسيقي المصري عبد الحميد مشعل (1926 – 2021) في القاهرة، الذي عمل مدرّساً للغناء والموسيقى عدّة عقود في جامعات عربية وإسلامية، وألّف العديد من الدراسات في المناهج وموسيقات الشعوب، وعزف في حفلات أبرز المطربين المصريين في خمسينيات القرن الماضي وستينياته.

وُلد الراحل في العاصمة المصرية، وبدأ العزف على الناي في الخامسة عشرة من عمره تحت إشراف الموسيقار التركي أحمد دادة الذي استقرّ في مصر، وكان يعلّم آلة الكمان، وتدرّب خلال تلك الفترة أيضاً على صنع آلة الناي.

درس مشعل المقامات العربية والموشحات والأوزان الإيقاعية في "المعهد العالي للاتحاد الموسيقي"، وعمل بعد ذلك عازفاً للناي مع عديد من الفرق الموسيقية، حيث شارك في حفلات أم كلثوم ويحتفظ ببعض تسجيلاتها، ومنها عزفه لأغنية "فرحة الوادي".

وضًع الراحل العديد من المؤلّفات في تدريس العود والناي وتاريخ موسيقات الشعوب

انتقل صاحب كتاب "التفسير العلمي لقواعد الموسيقي" إلى الجزائر حيث ساهم هناك في تأسيس الكورال الوطني، وتلحين العديد من الأعمال لمطربين جزائريين، والتدريس في معاهد جزائرية عدّة لسنوات طويلة قبل أن يعود إلى مصر.

في كتابه "دراسة العود بالطريقة العلمية"، يشير مشعل إلى أن العود دخل الحجاز قبل الإسلام، حيث أصبح مرافقاً لجلسات الطرب بعد أن شاعت آلات تقليدية أخرى لزمن طويل، وصولاً إلى القرن الثاني الهجري الذي شهد تطوّراً كبيراً في استخدامه على يد إسحاق الموصلي وزرياب، حيث أدخل الأخير جملة تحسينات في الموسيقى العربية.

يوضّح أن من أهم ما ابتكره زرياب كان إدخال مقامات موسيقية لم تكن معروفة قبله، وجعل أوتار العود خمسة، وكانت أربعة حتى عصره، وصنع مضراب العود من قوائم النسر بدلاً من الخشب، لما لقشر ريش النسر من خفة على الأصابع، ووضع قواعد للغناء أدّت إلى ابتكار الموشّحات لاحقاً، ومنذ انتقاله للإقامة في الأندلس، هيمن العود على سائر الآلات الموسيقية في بلدان أوروبية، التي تأثّرت موسيقاها كثيراً به.

ويلفت مشعل إلى الاختلافات بين الموسيقى العربية وغيرها من الموسيقات في العالم، وكيف يحتوي العود على ثلاثة أرباع الدرجة الموسيقية لا توجد في جميع الآلات الموسيقية الغربية، ويعزف عليه مقامات الموسيقى العربية، وهي محصورة في أربعة وعشرين مقاماً موسيقياً، يفصّل طريقة عزف كلّ منها في كتابه.

ترك الراحل العديد من المؤلّفات، منها "موسيقى الغناء العربي"، و"ذاكرة التاريخ وأدب الفنون وموسيقات الشعوب"، و"مراحل تطور موسيقيات العالم"، و"منهج دراسة النوتة الموسيقية.. صولفيج زمني"، و"موسوعة حقائق من التاريخ والفن والدين والسياسة"، و"الموسيقار والمشوار".
 

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون