رحيل خيري الضامن.. نافذة مبكرة على الثقافة الروسية

رحيل خيري الضامن.. نافذة مبكرة على الثقافة الروسية

27 يونيو 2021
(خيري الضامن، 1936 - 2021)
+ الخط -

رحل المترجم والكاتب العراقي خيري الضامن (1936 – 2021) في موسكو منذ أيام، تاركاً العديد من الترجمات في الرواية والقصة القصيرة والشعر، إلى جانب اهتمامه بنقل مؤلّفات لمؤرخين روس تناولوا تاريخ المنطقة العربية، وأخرى في النقد الأدبي والفكر.

ولد الراحل في مدينة القرنة (75 كلم شمال البصرة)، والتحق بـ"جامعة الصداقة" في العاصمة الروسية سنة 1960، حيث عمل عند تخرجه مترجماً في القسم العربي بوكالة تاس، ثم انتقل للعمل في "دار التقدم للنشر" حتى أحيل إلى التقاعد سنة 1999، ليواصل ترجماته في مجالات شتى.

اهتمّ الضامن بترجمة عدد من الكتب في بداياته ترتبط بالفكر الماركسي، ومنها "نضال العرب من أجل الاستقلال الاقتصادي" (1971) لمولود عطا الله، و"التروتسكية" (1974)  لسوبوليف، و"تفاقم الأزمة العامة للرأسمالية" (1975) لتريبيلكوف، و"أسئلة وأجوبة عن الشيوعية" (1976) لـ غ. ليسيتشكين وآخرين.

برز الراحل كواحد من أبرز مؤسسي مدرسة موسكو للمترجمين

 

برز الضامن كواحد من أبرز مؤسسي "مدرسة موسكو للمترجمين" التي ضمّت غائب طعمة فرمان ومحمد المعصراني ومواهب الكيالي وأبوبكر يوسف وغيرهم، وتوالت ترجماته، إذ نقل من الروسية كتباً مثل "بحوث سوفيتية في الأدب العربي" (1978)، و"العناقيد الحمراء وقصص أخرى" (1984) لفاسيلي شوكشين.

وترجم ثلاثة أعمال للكاتب المسرحي والقاص الروسي أندري بلاتونوف (1899 – 1951)، هي "الحفرة" و"الأشباح" و"بحر الصبا" وجميعها صدرت عن "دار السؤال" عام 2016، كما ترجم رواية الكاتب الروسي قسطنطين سيمونوف (1915 – 1979) الموسومة بـ"ثلاثية الأحياء والأموات".

عُرف عن الضامن حفاظه على روح النصوص التي ترجمها للعديد من الكتّاب الروس، وتبرز معرفته المعمقة بالثقافة والحياة الاجتماعية وتاريخ روسيا، كما فعل في ترجمته رواية "الآباء والبنون" لإيفان تورغينيف، ورسائل فيودور دوستويفسكي في عدّة مجلّدات، و"أفراخ الوقواق" لأناتولي بريستافكين، و"فيودور دوستويفسكي.. ما له لآنا غريغوريفنا.

استعاد الكاتب العراقي ياسين النصير في منشور له في "فيسبوك" صداقته مع الضامن، مستذكراً كتاباته الأولى في النقد حيث أصدر كتاباً بعنوان "في التكوين الشعري: مشروع نظرية" نهاية الخمسينيات، مضيفاً "القليل يعرفون الأستاذ خيري الضامن، الناقد والمترجم، فقد كان أحد المثقفين الذين أسسوا للثقافة الوطنية في قضاء القرنة، وكنت من متابعيه ومن معلّمي المدرسة التي كان مديرها. وفي القرنة، قدم عدداً من الفعاليات الثقافية، من بينها إعداد وتمثيل مسرحية "فاوست" لغوته، التي علمتني شخصياً، ما المسرح وماذا يعني التمثيل، ثم ترافقنا في عملنا السياسي لسنوات عديدة، إلى أن سافر في بعثة للدراسة في موسكو..".
 

المساهمون