رحيل ألمودينا غرانديز.. روائية الحروب الإسبانية وما بعدها

رحيل ألمودينا غرانديز.. روائية الحروب الإسبانية وما بعدها

28 نوفمبر 2021
ألمودينا غرانديز في "معرض الكتاب" بمدريد، 2019 (Getty)
+ الخط -

متأثّرةً بمرض السرطان، رحلت أمس الكاتبة الإسبانية ألمودينا غرانديز (1960 - 2021)، تاركةً عدداً مِن الأعمال الروائية والقصصية التي حقّقت انتشاراً واسعاً في إسبانيا وخارجها، فضلاً عن مواقفها المساندة لحقوق النساء والمهاجِرين.

وكانت غرانديز، التي ظلّت تكتبُ مقالاً افتتاحياً بشكل منتظَم في صحيفة "إل باييس" الإسبانية، قد أعلنت، في مقالٍ لها نشرته منتصف تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، إصابتها بالسرطان، قائلةً: "كان عليَّ أن أكتب مقالات في غاية التعقيد خلال حياتي. لكن لا أحد منها يُشبه هذا المقال".

بينما كانت غرانديز، التي نشأت مع أُمّ وجدّة تهتمّان بـ الشعر، ترغب في دراسة اللغة اللاتينية القديمة، وجدت نفسَها في كلية التاريخ والجغرافيا بـ"جامعة كمبلوتنسي" في مدريد تنفيذاً لرغبة والدتها. وبعد تخرُّجها كتبت نصوصاً لعددٍ من الموسوعات، قبل أنْ تُؤدّي دوراً صغيراً في فيلم "النكسة" للمخرج الإسباني أوسكار لادوار، عام 1982.

كانت غرانديز تعرف، منذ طفولتها، أنّها ستُصبح كاتبةً في المستقبل. وسيتحقّق ذلك عام 1989، حين نَشرت روايتَها الأُولى "أعمار لولو"، التي وُصفت بأنّها روايةٌ إباحية؛ فقد حقَّق العملُ انتشاراً واسعاً وبيعت منه أكثر من مليون نسخة، واقتُبس إلى السينما عام 1990، وفاز بجائزة أدبية، وتُرجم إلى قرابة عشرين لغة. ويروي العملُ قصّة صبيّة في الخمسة عشرة مِن عُمرها تنصاع لرغبات عشيقها، ولا تصل إلى السنّ الرشد إلّا بعد أن تكون قد انغمست في كلّ الرغبات الجنسية الغريبة والخطيرة.

روايتُها الثانية "سأتّصل بك يوم الجمعة" (1991)، والتي تروي قصّة حب بين مهمَّشين في محيطٍ يرفضهُم في مدريد، وضعَتها خارج تصنيف الأدب الإيروتيكي، لكنّها لم تُحقّق النجاح الذي حقّقته سابقتُها، والتي ستُحقّقه أيضاً روايتُها الثالثة " مالينا هو اسم تانغو" (1994) التي تروي قصّة فتاة متمرّدة من الطبقة البرجوازية في الثانية عشرة عمرها تُحاول أن تُثبت ذاتها بمقارنة نفسها مع أختها التوأم، والتي حوّلها المخرج جيراردو هيريرو إلى فيلم سينمائي بعد سنتَين من صدورها. وفي عام 1994 أيضاً، نشرت مجموعةً قصصية بعنوان "نماذج المرأة"، وتضمّنت قصصاً سبق أن نشرتها في بعض الصحف.

من إصدارات غرانديز البارزة الأُخرى رواية "أطلس الجغرافيا البشرية" (1998) التي وصل فيها حضور المرأة في أعمالها إلى ذروته؛ إذ يروي العملُ مغامرات وهواجس أربع نساء يتقدّمن في العمر، وقد تمّ تحويله إلى فيلم سينمائي عام 2007، و"القلب المتجمّد" (2007) التي ركّزت فيها على فترة ما بعد الحرب الأهلية في إسبانيا وصولاً إلى الأزمة الاقتصادية، و" أغنيس والفرح" (201) التي كانت الرواية الأُولى ضمن مشروع روائي بعنوان "حلقاتٌ حلقات من حرب لا نهاية لها"، تناولت فيه حروب إسبانيا خلال القرن العشرين، وضمّت أيضاً: "قارئ جول فيرن" (2012)، و"حفلات زفاف مانوليتا الثلاثة" (2014)، و"مرضى الدكتور غارسيا" (2017)، و"والدة فرانكشتاين" (2020).

المساهمون