خطوة أخرى لمواجهة الإغلاق: فنون فرنسية في الشارع

خطوة أخرى لمواجهة الإغلاق: فنون فرنسية في الشارع

04 ابريل 2021
رسم لجان شارل كاستل باجاك بالواجهة البلّورية لأحد أروقة شارع الفنون الجميلة بباريس (Getty)
+ الخط -

منتصف أيار/ مايو المقبل. هذا هو الموعد الجديد الذي خرجت به الحكومة الفرنسية، في اليومين الماضيين، كأفقٍ تحاول من خلاله إقناع القطاع الثقافي باقتراب عودة الحياة الفنية والأدبية إلى إيقاع شبه طبيعي، بعد عزلٍ أدّى، منذ أشهر، إلى إغلاق الجزء الأكبر من مرافق النشاط الثقافي في البلاد، التي اعتبرتْها السلطات أماكن "غير أساسية" في فترة مواجهة الجائحة.

لكنّ تجربة المشتغلين في الحقل الثقافي مع وعود الحكومة، التي لم تتحقّق خلال الشهرين الماضيين، دفعتهم هذه المرّة إلى استمرارهم في ضغوطاتهم عليها، القائمة منذ أسابيع، بل وإلى تصعيدها، رافضين بذلك "الهدنة" التي بدت الحكومة وكأنّها تقترحها عبر تسمية منتصف الشهر الماضي موعداً لإعادة فتح الأماكن الثقافية.

وبعد مرحلةٍ كانت الأسابيع الماضية مسرحها، وشهدت اقتحام مسارح وصالات عرض في أغلب بقاع البلاد والاعتصام فيها، يبدو غضبُ العاملين في الحقل الثقافي قد انتقل إلى مربّع جديد، يتمثّل في تقديم جزء من البرامج المتوقّفة أو المؤجّلة في الساحات والشوارع، أو عبر الواجهات البلّورية للصالات.

هكذا راحت بعض الفرق المسرحية والموسيقية تقدّم عروضاً في الهواء الطلق، بل وتذهب إلى الجمهور حتى منازلهم، كما فعلت فرقة "فيفر لو فو" الأوبرالية، والتي تحوّلت، في الأيام الماضية، إلى فرقة متجوّلة تقدّم بعضاً من عروضها عند مداخل بعض البنايات الباريسية وتحت نوافذها.

ومن هذه النشاطات، إقامة سينمائيين وموسيقيين وراقصين "مهرجاناً" مصغّراً في مدينة ديبّ، شمالي البلاد، حيث عرضوا أفلاماً وقدّموا عروضاً رافقها حضورٌ لعشرات المشاهدين، الذين بدأوا يومهم الاحتفالي برفع شعارات سياسية وناقدة لخيارات الحكومية ثقافياً. 

وكما هو حال ديبّ، حاولت عدّة مدن فرنسية ابتكار طرق جديدة لإخراج الفنّ من صالاته ومسارحه المغلقة، ولتوجيه رسائل، في الوقت نفسه، إلى الحكومة للاستعجال بإعادة الحياة الثقافية إلى طبيعتها. هكذا، شهدت مدينة مثل بياريتس (جنوب غرب) معرض صوَر في الهواء الطلق، حيث جرى إلصاق الأعمال على حاملات خشبية في إحدى جادّات المدينة، في حين نظّمت فرقة راقصة عرضاً فنياً واحتجاجياً في مدينة مون دو فرسان (جنوب غرب)، مطالبةً بـ"مزيد من الرقص"، لا بمزيد من الإغلاق. 

أما مدينة لونل، جنوب شرقي البلاد، فقد قرّرت بلديّتها نصب لوحات مصوّرة للأعمال التي يحتويها متحف "ميدار" الواقع فيها، وعرضها على سوره الخارجي. بدورها، شهدت مدينة بُزانسون (شرق) عرضاً مسرحياً وموسيقياً أقامته فرقة شابّة فجر أمس السبت، بغياب شبه كلّي للحضور، في رسالة ينتقدون من خلالها "موت المسرح" منذ أشهر.

وقد عرف هذا الحراك دفعةً رمزية مع انضمام أصحاب الأروقة الفنية في حي سان جيرمان دو بريه الباريسي، الأكثر احتضاناً لصالات عرض الفنون الجميلة في البلاد، إلى منظّمي التظاهرات الثقافية الاحتجاجية. وقد قامت أروقة الفنّ في الحيّ بعرض اللوحات والصور والأعمال النحتية والتركيبية مباشرةً وراء واجهاتها البلّورية، مقترحة على المارّة في شارع بوزار (الفنون الجميلة)، الذي يضمّ وحده نحو 25 غاليري، والشوارع المجاورة، مساراً فنياً متواصلاً غريباً من نوعه، لكنّه قد يشكّل عزاءً في انتظار عودة الحياة الفنية إلى مجراها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون