"حوار الورق".. تشكيل على سعف النخيل القطري والأباكا الإندونيسي
"حوار الورق".. تشكيل على سعف النخيل القطري والأباكا الإندونيسي
بدأ العام الماضي أوّل حوارات الورق في الدوحة، بين الفنّان التشكيلي القطري يوسف أحمد، والياباني هاياكي نيشيجاكي، فكانت الحصيلة معرضاً بعنوان "حوار الورق"، مكوّناً من 28 لوحة أُقيم في اليابان.
بعد النجاح الذي لاقته النسخة الأولى، والتي أُقيمت في طوكيو، تقرّر أن يتحوّل الأمر إلى معرض سنوي ضمن فعاليات "مبادرة الأعوام الثقافية"، وهي مبادرة تتبنّاها "متاحف قطر" منذ عام 2012، لتعزيز الترابُط بين الشعوب من خلال الرياضة والفنون والتعليم والابتكار وغير ذلك.
هذا العام ستجمع تجربة جديدة بين يوسف أحمد (1955) والفنّان الإندونيسي ويدي بانغيستو سوغيونو (1993)، ضمن الورشة الفنّية الخاصة التي ينظّمها "العام الثقافي قطر- إندونيسيا: 2023".
الشغف بصناعة الورق اليدوي والفن التشكيلي هو الفكرة الأساسية التي قام عليها المعرض السابق، والمعرض المقبل الذي سيُفتتح في إندونيسيا في كانون الأوّل/ ديسمبر القادم، وفي قطر عام 2024.
وتتناول فكرة معرض "حوار الورق" لهذا العام قدرة الإنسان على التكيّف مع مُحيطه والازدهار أينما حلّ وارتحل، كغابات إندونيسيا وصحراء قطر. إن التباين بين الغابة والصحراء يُشبه مفهومَي الامتلاء والفراغ، مفهومين ستتطرّق إليهما الأعمال الفنّية النهائية من خلال مُمارسات لصناعة الورق طُوّرت خصّيصاً لها.
نظرة إلى الورق بوصفه إرثاً تاريخياً لا مجرّد صناعة وظيفية
وقال يوسف أحمد لـ"العربي الجديد"، من محترفه حيث يُواصل مشروعه مع سوغيونو، إنّ المعرض المقبل سيجمع بين خامتَي سعف النخيل والأباكا (الموز النسيجي)، وهي أشجار تنمو في المناخات الاستوائية، وأليافها استُثمرت في صناعة الورق منذ قديم الزمان.
وأضاف أنّ المشروع السابق مع الفنّان الياباني نيشيجاكي جمع بين خامَتي السعف و"الواشي"، وهو الورق التقليدي في اليابان والمأخوذ من ألياف شجرة الكُوزو، لافتاً إلى أنّ جُملة المعارض التي تُقام في عواصم البلدان الأُخرى ضمن "مبادرة الأعوام الثقافية"، ستُقام كذلك في الدوحة.
منذ بدايته استكشف يوسف أحمد الطباعة على الحجر (الليثوغرافيا)، وفنّ ترتيب الحروف (التيبوغرافيا)، من حيث صلته بالخطّ العربي، مُطوِّراً بذلك صِيَغاً وتفسيرات جديدة لأشكال الحروف، وقد ركّز في الآونة الأخيرة، على استحداث شكل جديد بالكامل من الورق، مصنوع من سعف النخيل، مُستمِدّاً إلهامَه من البيئة القطرية، بينما يشتهر ويدي بانغيستو سوغيونو بتجربته في عملية صنع الورق، مجسّداً النتائج في أشكالٍ للتعبير الفنّي، وهو ينظر إلى الورق على أنهّ مادّة ذات إرث تاريخي يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
من ناحيتها، ذكرت عائشة المسند، خبيرة متاحف بـ"مبادرة الأعوام الثقافية"، والقيّم الفنّي للمعرض أيضاً في بيان "إنّنا نأمل، من خلال هذا المعرض، أن نفصل صناعة الورق بعيداً عن كونها نشاطاً وظيفياً، وأن نستغلّ جذورها التاريخية كشكل من أشكال التواصُل بين الثقافات، وأن نُبدع لوحات فريدة مُشبعة بهويتي البلدين".
